شدد المشاركون في الندوة الدولية حول موضوع "الوجود الإسلامي بالأندلس والتراث الإسلامي المغاربي" الذي نظم بقصر الثقافة عبد الكريم دالي بتلمسان على ضرورة تثمين التراث الإسلامي الأندلسي الذي يعد جسرا لتمتين التعاون الثقافي بين الشعوب المغاربية، وشدد المشاركون في هذه الندوة، على ضرورة تعزيز أوجه التعاون بين الباحثين في مجال دراسة التراث الإسلامي الأندلسي من أجل المساهمة في تعميق روح التعايش والتفاهم والحوار بين الشعوب المغاربية. وطالب الباحثون بتقديم الدعم الضروري وتخصيص دراسات على الأرشيفات التي تزخر بالآلاف من الوثائق والمخطوطات المؤرخة بغية إعادة كتابة التاريخ، كما تطرق المشاركون لمختلف أبعاد وجوانب الوجود الإسلامي بالأندلس والتراث الإسلامي المغاربي والنصوص التاريخية المؤرخة له وحياتهم الدينية وأوضاعهم الاقتصادية وتراثهم ذي الطابع الأندلسي والمتشكل في ميادين ومجالات عدة، حيث تناولوا مختلف جوانب التواصل الثقافي والاجتماعي والفكري في المجتمع الأندلسي بين الديانات والأعراق وروح التسامح والتعاون التي رسختها الحضارة الإسلامية التي كانت تقود العالم، وبرزت صور ذلك التلاقح في غزارة الإنتاج الفكري والفلسفي والعلمي والترجمة من العربية لغة العلم الأولى آنذاك، إلى اللغات الأوروبية وأبرز المشاركون في هذا السياق الدور الذي تلعبه تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2011 في مجال المحافظة على التراث الإسلامي الأندلسي. ودعا الباحثون إلى ضرورة رقمنة المعالم التاريخية والأثرية التي تزخر بها الجزائر وتسجيلها في صيغة الأبعاد الثلاثة ويهدف هذا اللقاء الذي ينظم في إطار إحياء شهر التراث إلى التعريف بالمعالم الأثرية عبر بلدان المغرب العربي والدعوة إلى الاهتمام بها وترميمها لتبقى شاهدة على الحضارة الإسلامية للمنطقة، وأقيمت ضمن هذا اللقاء الذي عرف مشاركة أساتدة من مختلف جامعات الوطن ومن تونس ورومانيا وإيران عدة ورشات تمحورت أشغالها أساسا حول التراث والرقمنة والحظائر المغاربية وهندسة المدينة القديمة والقصور ومناهج التدخل لترميم المعالم الأثرية.