أكد الباحث البرتغالي سانتياقوا ماسياس المختص في علم الآثار على ضرورة الدفع بالتعاون الجزائري من أجل المحافظة على التراث الإسلامي في البرتغال وهذا خلال إفتتاحه الأسبوع الثقافي البرتغالي نهاية الأسبوع الفارط الذي إحتضنه قصر الإمامة بتلمسان وذلك ضمن فعاليات تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية. وعرج الباحث على أهمية عقد مشاريع مشتركة متعلقة تركز على عمليات التنقيب على الآثار الإسلامية بين البلدين بهدف التعريف أكثر بالحضارة الإسلامية في أوروبا ومدى تأثيرها على الثقافة البرتغالية ،وفي هذا الإطار نوهت مستشارة الديبلوماسية البرتغالية "ليديا لاباييس" لدى مشاركتها في افتتاح معرض يصور معظم المناطق البرتغالية التي شهدت ميلاد التراث الإسلامي ،كما ضم مختلف الأواني والأغراض الأثرية المشتركة بين الحضارتين ولعل أهم ما أثار انتباه مدير الثقافة لولاية تلمسان و منسق العام التظاهرة السيد بن بلبليدية هو مدى اهتمام الباحثين البرتغاليين بالتراث الإسلامي على الرغم من أن إسبانيا هي الأرض التي أنطلق منها الإسلام نحو أوروبا وكان في أوج عطاءه وعصره الذهبي في الأندلس . كما أردف الباحث البرتغالي في محاضرة بعنوان التراث الإسلامي بالبرتغال "علم الآثار وإعادة الاعتبار"، في عرضه جل العوامل والسياقات التاريخية والسياسية التي صاحبت اكتشاف الشعب البرتغالي للحضارة الإسلامية التي ترعرعت على أراضيه وأبرز مساهمة الجانب العلمي والبحوث الأثرية الإسلامية في العمل على ترسيخ فكرة قبول الشعب البرتغالي للحضارة الإسلامية التي صنعت ماضي البرتغال هذه الحضارة التي دخلت بفضل احتكاك التجار بثقافات شمال إفريقيا والتجار العرب ،وأضاف في سياق تدخله أن الهوية الإسلامية تطبع العديد من الهندسة المعمارية البرتغالية التي ميزت المناطق الجنوبية في البرتغال وذلك راجع لتقاربها لبلدان شمال إفريقيا . كما أشار الباحث بفضل النظام الديمقراطي للدولة البرتغالية في تشجيع عمليات التنقيب على الآثار الإسلامية ثم أجاز بدور السفارة البرتغالية في تنظيم هذه المحاضرة التي كانت بمثابة رواية لخصت مدى تأثير الحضارة الإسلامية على أوروبا خاصة في أوج عطائها بالأندلس،وفي ذات السياق أبرز مختلف المعوقات التي حالت دون المحافظة على التراث الإسلامي على الأراضي البرتغالية من بينها طمس الكنيسة للتقاسيم الأندلسية على المعالم الأثرية وكذا تحويل معظم المساجد إلى كنائس ومعابد يهودية وكذا تزييف هوية الآثار الإسلامية ونسبها للرومان ،حيث أثبتت الأبحاث المعاصرة على أنها أسست فوق إنقاذ بنايات ومعالم أثرية تعود بعض نقوشاتها إلى الثقافة القبائلية لشمال إفريقيا ،وكما عدد بعض المصطلحات والكلمات المشتركة بين البربر والبرتغال والتي أشار من خلالها أنها محدودة جدا وليست حتى مدرجة في المعجم البرتغالي وفي هذا الصدد دعا الباحثين في علم اللسانيات بضرورة الغوص أكثر في هذا المجال. وأشار الباحث خلال عرضه بأن وزارة الثقافة البرتغالية لا تهتم بتمويل البحوث العلمية المنصبة حول الآثار الإسلامية وحجته في ذلك أن البرتغال فقير ومازال يدفع ثمن تقشفه لمواجهة الأزمة الاقتصادية ،لذا يشهد هذا التراث نوعا من الإهمال إلا ما توفره البلديات البرتغالية بمشاركة الإتحاد الأوروبي اللذان يسعيان إلى المحافظة على التراث الإسلامي ولكن موجات الأزمة المالية بدأت تعصف بميزانية الإتحاد الأوروبي المخصصة لتمويل المشاريع الكبيرة. لذا يسعى إلى تقليص تمويله للبحوث العلمية المتعلقة بالثقافة.