الخوف من المرض المنتقل عبر ميكروبات الدم، وقلة الوعي لدى الأشخاص، ونقص التوعية، هي عوامل قد تجعلنا بعيدين عن مساهمات واجبة وخيرية تحفظ حياة أقربائنا أولا، ومرضى في حاجة إلى استعادة بريق الشفاء مرة أخرى. استطلعت «السلام» في جولتها آراء بعض المواطنين حول الأخطار أو المخاوف التي يخشون منها قبل تبرعهم بالدم، «إسلام» 26 سنة «تاجر» يقول أنه تبرع مرة أو مرتين على الأكثر في حياته وأكثر ما يخشاه هي الفيروسات المعدية المنتقلة عبر الدم، أما في يخص مدى وعيه بالمساهمة في إنقاذ حياة آخرين أجاب أنه من الواجب التفكير في دعم المرضى، لكن دون الوقوع في ما لا تحمد عقباه، ويرى «عبد الله» 22 سنة طالب جامعي أن التبرع هو عمل خيري يجعلك قريبا من معاناة المرضى والإحساس بهم، وبالنسبة لمساهمته، يقول أنه تقدم للتبرع، لكن حالته الصحية لم تسمح بذلك، أما «بوبكر» 28 سنة عامل يومي يقول أنه لم يتبرع في حياته قط، وذلك لعدم اقتناعه بالعملية وخوفا من المخاطر الناجمة عنها. وفي لقاء ببومرداس جمع «السلام» بالممرض «أحمد باكليون» في شاحنة التبرع بالدم التابعة لمستشفى بني مسوس، سألناه عن المخاطر الناجمة من التبرع بالدم وأسباب عزوف المواطنين عن المساهمة، أجاب أن العملية سليمة ومعقمة ولا تحتاج إلى الخوف غير المبرر بدليل عدم تسجيل أي حالة لنقل فيروس أو مرض معدي خلال عمله بالولاية منذ 1992، والسبب الرئيسي في العزوف عن التبرع يعود إلى نقص التوعية والإعلام، وفي الأيام التي يمضيها بالإقامات الجامعية في بومرداس لاحظ تدفق عدد كبير من المتبرعين خلافا للأماكن العمومية كالمساجد مثلا. وفي سؤال حول مراحل العملية، أكد أنه يجب على المتبرع أن يكون معافى من أي مرض أو فيروس وعدم تناوله لأي دواء ماعدا البراسيتامول، والسن المسموح به هو 18 سنة فما فوق، كما يجب أن لا يقل وزن المتبرع عن 55 كلغ، مع ترك المتبرع رقم هاتفه والعنوان قصد إعلامه في حالة إصابته بمرض، وفي حالة ثبوت ذلك، يعاد أخذ عينة أخرى لإجراء التحاليل، وإذا تأكدت إصابته يحول إلى مستشفى القطار، ويتحصل المتبرع على كشف التحاليل وبطاقة الدم خلال أسبوع مجانا، وبذلك فهو يدعو الشباب المقبلين على الزواج للمساهمة وتوفير مصاريف التحاليل التي تفوق خمسة آلاف دينار، كما أن المساهم بثلاث مرات متتالية يزود ببطاقة المتبرع التي تمنحه الأولوية في المستشفيات إن تعرض لحادث هو أو أحد معارفه. وفي حصيلة تقريبية لما تم جمعه خلال شهر من جولته ببومرداس بين الإقامات الجامعية والأماكن العمومية، أفادنا الممرض باكليون أن معدل التبرع الأسبوعي يتراوح بين 30 الى 40 حافظة دم بوزن 400غ للواحدة، وتمثل الإناث ما نسبته 70 بالمئة من المتبرعين، بينما تتصدر فئة الطلبة ورجال الأمن عدد المتبرعين، وهي كمية تعتبر مشجعة إذا ما قورنت بالعاصمة. وتعود شاحنة التبرع بالدم كعادتها للعمل ابتداء من العام القادم، بعد قضاء العطلة الشتوية حسب البرنامج الذي أطلعنا عليه الممرض.