أتبرع بالدم منذ 1987 كل شهرين ، رغم تجاوزي سن السبعين يتحدث السيد نور الدين جمعون عميد المتبرعين بالدم في الجزائرفي هذه الدردشة مع "النصر "عن حياته مع التبرع بالدم ومساعدته للمرضى منذ سنة 1987 . يقول عمي نور الدين الذي كان مديرا لمعهد البترول ببومرداس ، أنه بدأ التبرع بالدم في سنة 1987 ومنذ ذلك التاريخ وهو يحافظ على التبرع كل شهرين إلى يومنا هذا .. ويضيف عميد المتبرعين الذي إلتقيناه على هامش يوم دراسي حول التبرع بالدم بالبليدة ، أنه لا يملك المال ليتصدق به ، لكنه يملك مادة أخرى هي أغلى من المال ، يتطوع بمنحها للمرضى لإنقاذ حياتهم. ورغم تجاوز سنه السبعين /حيث يشارف سن الواحد والسبعين / ، لكنه مازال يواصل التقرب من مراكز حقن الدم ليتبرع بدمه .. آخرها تنقله منذ أسابيع فقط لمستشفى مصطفى باشا ليتبرع بدمه . رغم أن القانون يحدد سن التبرع ب65 سنة لدى الرجال ، لكن عمي نور الدين يقول بأنه اتبع القانون الفرنسي الذي يحدد السن ب70 سنة.. كما أنه عندما يتقدم لمراكز حقن الدم لا يقدم سنه الحقيقي ، ويصرح بأنه لا يتجاوز سن الستين حتى يسمح له بالتبرع .. في الوقت ذاته فإنه لا يخاطر بحياته ، بحيث يجري فحوصات على القلب وبعض التحاليل الطبية بشكل دوري حتى لا تتأثر صحته بالتبرع الدائم بالدم .عن سر احتفاظه بحيويته ونشاطه في هذا العمر ، قال أنه يحافظ على ممارسة التمارين الرياضية وما يزال يشارك في رياضة العدو التي تتصل مسافتها إلى 20 كيلومترا في سن السبعين ... شارك في عدة مارطونات ببجاية، قسنطينة، سطيف، تيزي وزو و غيرها من ولايات الوطن .. هذه التمارين الرياضية جعلته يحافظ على صحته اليوم وينافس الشباب في مثل هذه المسابقات . وعاد بذاكرته إلى أيام الشباب ليروي لنا أول مرة تبرع بها بالدم .. قال بأنها تمت بالصدفة عندما كان بالقرب من البريد المركزي بالعاصمة في سنة 1987 ، فلفتت انتباهه شاحنة التبرع بالدم التي كانت متوقفة بهذا المكان ..تقدم من المشرفين على عملية جمع الدم في ذلك اليوم ليتبرع هو الآخر بدمه ، ومنذ ذلك اليوم وهو يواظب على هذا العمل الإنساني .بعد ستة أشهر من تبرعه الأول أسس بولاية بومرداس جمعية المتبرعين بالدم وبقي ينشط فيها حتى سنة 1993 التي غادر فيها الوطن باتجاه فرنسا . لكنه مع ذلك لم يتخل عن التبرع بدمه، وواصل عمله الإنساني في المهجر، بحيث كان يتبرع كل شهرين بالنسبة للدم العادي، ومرة كل شهر بالنسبة لنوع الدم " بلازما". واستمر على ذلك المنوال بعد عودته إلى ارض الوطن .. وزاد اهتمامه أكثر بالعمل التطوعي بعد إحالته على التقاعد. انضم إلى عدة حركات جمعوية . وهو يرأس اليوم جمعية المتبرعين بالدم بولاية بومرداس، وعضو في الفدرالية الجزائرية للمتبرعين بالدم، وعضو مكتب في الفدرالية المغاربية للمتبرعين بالدم . كما أنشأ جمعية للمتبرعين بالأعضاء بالولاية بعد حصوله على الضوء الأخضر من مديرية الشؤون الدينية التي راسلها ليطلب رأيها الشرعي في هذه القضية ، وقد شجعه ردها الذي كان ايجابيا في المضي قدما في هذه المهمة، والإسراع بتأسيسها.