قيم مواطنو بلدية السويدانية بالعاصمة إنجازات المنتخبين المحليين خلال العهدة الانتخابية 2012-2017 بالغير مقبولة، مشيرين إلى عديد الوعود التي أطلقها المنتخبون خلال الحملة الانتخابية السابقة والتي لم تر النور، فضلا عن تأخر تسليم عديد المشاريع الأخرى التي انطلقت أشغال إنجازها منذ سنوات دون أن تكتمل نتيجة تعطلها بسبب مبررات لم تقنع المواطنين، إلى جانب إقصاء عدة أحياء طيلة العهدة المذكورة من أشغال تهيئة الطرقات وإنجاز شبكات الغاز والماء الشروب والصرف الصحي. وقال عدد من سكان البلدية في حديثهم ل "السلام اليوم" أن العديد من الأحياء تتخبط في جملة نقائص ومشاكل، يأتي في مقدمتها السكن والنقل بالإضافة إلى غياب المرافق العمومية، مبرزين أن الأوضاع بالمنطقة لم تتغير كثيرا خلال العهدة 2012-2017، وحسبهم ما تزال البلدية تعاني عدة نقائص يأملون أن يتم استدراكها خلال العهدة المقبلة.
المنتخبون المقبلون مطالبون بالتهيئة اشتكى سكان عدة أحياء تابعة للسويدانية من انعدام التهيئة الحضرية، وبالتحديد ما يتعلق بالطرق التي تعرف حالة جد متقدمة من التدهور، حيث عبّر السكان عن تأسفهم من عدم تحرك السلطات المعنية للوقوف على النقائص التي يعيشونها، خاصة وأنهم قاموا في العديد من المناسبات برفع شكاوى للمجلس البلدي، من أجل إعادة تهيئة الطرقات، إلا أن مطلبهم لم يجد آذانا صاغية لحد الآن. وأصبحت الطرقات - حسب السكان- غير صالحة للسير بالنظر إلى الحفر والمطبات التي تتحول إلى برك مائية في فصل الشتاء، ما يجعل اجتيازها أمرا صعبا على المارة وأصحاب السيارات على حد سواء، إذ تتعرض إلى أعطاب جراء الحفر المنتشرة هنا وهناك، وعليه يعلق السكان أمالا كبيرا على المنتخبين المقبلين لتدراك المشكل وبذل جهود في سبيل القضاء على الحفر والمطبات.
أحياء معزولة بسبب نقص وسائل النقل غياب محطة رئيسية للحافلات ببلدية السودانية ساهم في خلق متاعب للمواطنين المعتمدين عليها في تنقلاتهم اليومية، إذ رغم أنها تابعة لولاية الجزائر إلا أن قاطنيها يشعرون بالعزلة، حيث يغيرون الحافلة مرتين من أجل الوصول إلى مقر عاصمة البلاد، وهو ما أثار تساؤلاتهم حول نقص حافلات النقل الرابطة بين البلدية وعاصمة الولاية، الأمر الذي صعب من تنقلاتهم، وهو ما تطرق له أحد المواطنين القاطن بالمنطقة قائلا :"السويدانية تابعة لولاية الجزائر لكنها في الحقيقة بعيدة عنها بسبب نقص حافلا النقل الرابطة بينها وبين الولاية". وأشار محدثنا إلى النقص الفادح في وسائل النقل الرابطة بين الأحياء في نفس البلدية، ويضطر السكان إلى قطع مسافات طويلة يوميا من أجل الوصول إلى وجهاتهم وقضاء حاجياتهم، حيث أكد محدثونا أن مشكل غياب حافلات النقل مطروح منذ مدة طويلة، ورغم الشكاوى المرفوعة في العديد من المرات إلى الجهات الوصية من أجل إنشاء محطة نقل من شأنها التخفيف من حدة المشكل، غير أنه لا جديد يذكر في القضية، مشيرين إلى أن النقص المسجل في وسائل النقل التي تقلهم نحو البلديات المجاورة وحتى التي تربطهم بأحياء بلديتهم، فرض عليهم العزلة بامتياز خاصة الأطفال الذين يزاولون دراستهم في مدارس بعيدة عن مقر سكناهم.
سكان الأحواش مصابون بأمراض مختلفة تضم بلدية السويدانية عددا معتبرا من الأحواش التي قال أحد قاطنيها أنها تفتقد لأدنى شروط الحياة الكريمة، حيث غالبيتها تعود للحقبة الاستعمارية، ما جعل حالتها في تدهور. وقال مواطن بحوش قابي، أن سكناتهم هشة تعود لسنوات طويلة، ولم تعد قادرة على التصدي لمختلف التغيرات المناخية، مشيرا إلى أن تصدعات عديدة ظهرت بسكناتهم القديمة التي تشهد تسرب مياه الأمطار إليها. وأضاف أن أغلب قاطني الأحواش يعانون من أمراض مختلفة منها الربو والحساسية، بسبب الرطوبة العالية بتلك السكنات. وحسب عدد من محدثينا فإن الوضع كان سيء بالأحواش خلال السنوات السابقة قبل ربط السكنات بشكة الغاز في الفترة الأخيرة، وفي ظل الظروف التي يعيشها سكان الأحواش فهم يأملون أن تتحسن وضعيتهم، مشيرين إلى أن الترحيل لا يهمهم، وهم يطالبون بمنحهم عقود الملكية التي تمكنهم من إعادة بناء سكناتهم خاصة أن عملية الترميم لم تعد تجد نفعا. تجدر الإشارة إلى أن عددا من الأحواش قد استفادت من أشغال التهيئة المتمثلة في تعبيد الطرقات وربطها بمختلف الشبكات ما حسن الوضع بها.
الأسواق الجوارية مطلب السكان أكد سكان بلدية السويدانية حاجتهم الماسة لأسواق جوارية بمنطقتهم، مبدين استغرابهم من قلتها رغم الكثافة السكانية المتزايدة بالبلدية خاصة بعد عمليات الترحيل التي شهدتها في السنوات الأخيرة، وتساءل السكان عن سبب تأخر السلطات في انجاز أسواق جوارية يعرضون فيها سلعهم كون المنطقة ذات طابع فلاحي ويعتمد غالبية سكانها على خدمة الأرض. وفي هذا الخصوص أكد صاحب أرض فلاحية بالمنطقة أنه يجد صعوبة في تسويق منتوجه، مما يضطره إلى التنقل بين الأحياء وبيعه بطريقة فوضوية، مشيرا إلى أنه يملك عربة صغيرة يتنقل بها. فيما أشار مواطن آخر إلى أن غياب أسواق جوارية بالمنطقة يدفع به إلى التنقل إلى البلديات المجاورة من أجل اقتناء كل ما يلزمه، مضيفا أن البعض يقطع مسافات من اجل اقتناء مستلزماتهم، فيما يعتمد البعض على اقتناء حاجياتهم من المحلات التجارية التي تفرض أسعار مرتفعة.
حي 500 مسكن يغرق في المشاكل يشتكي سكان حي 500 مسكن بالبلدية من عدة نقائص أرهقتهم كثيرا، خاصة ما تعلق بنقص وسائل النقل الرابطة بين الحي ومقر البلدية، وقال المواطنون أن الأمر أرهقهم، كما أشار محدثنا إلى نقص التهيئة بالحي والمرافق الترفيهية والرياضية التي من شأنها ملء فراغ الشباب الذين رفعوا انشغالاتهم بخصوص المشكل مرات عديدة إلى أن الوضع لم يتحسن.
ضعف الخدمات الصحية رغم توفر بلدية السويدانية على ثلاث عيادات طبية إلا أنها تشهد ضغطا كبيرا طيلة أيام الأسبوع ما أثر على نوعية الخدمات المقدمة للمرضى، وفي هذا الخصوص أشار سكان حي 500 مسكن إلى الخدمات الضعيفة التي توفرها العيادة المتواجدة على مستوى الحي، مشيرين إلى أنها تفتقد للأجهزة الطبية الضرورية، كالضمادات وغيرها ما يحول دون استفادة المرضى من العلاج خاصة في الحالات الإستعجالية مما يضطر بالمرضى للتنقل إلى العيادات المتواجدة بمقر البلدية ما يزيد من متاعبهم. وأضاف مواطن يقيم بالبلدية إلى أن العيادات الطبية تسجل نقصا في سيارات الإسعاف والأجهزة الطبية وهم يطالبون الجهات المختصة بالنظر في الوضعية والعمل على تحسين الخدمات. كما يطالب سكان البلدية بضرورة فتح عيادة جديدة وتجهيز العيادات المتواجدة بها بأحدث الأجهزة الطبية.
شباب يطالب بالمرافق الرياضية تفتقر أغلب أحياء بلدية السويدانية للمرافق الموجهة لفئة الشباب، الذين أكدوا أن الشارع ملجأهم الوحيد لتمضية الوقت في ظل غياب ملاعب جوارية وفضاءات للترفيه بالعدد الكافي، وأضاف مواطن بالمنطقة أن المرافق المتوفرة غير مهيأة، وهي بحاجة إلى اهتمام. وقال السكان أن إعادة بعث المرافق الرياضية والهياكل الترفيهية والفضاءات الخضراء ببلدية السويدانية تبقى مطلبا ملحا للسكان الذين يرون في ذلك أولوية قصوى، لاسيما في غياب مثل هذه المرافق. كما اقترح بعض الشباب في هذا الإطار، التفكير في إنشاء فضاءات ثقافية ومكتبة بلدية تكون متنفسا علميا ومعرفيا لهواة المطالعة والطلبة المقبلين على التخرج والراغبين في إنجاز البحوث العلمية، منتقدين غياب مثل هذا الهيكل الثقافي على مستوى بلدية. هذا ويعاني شباب البلدية من غياب فرص الشغل بمنطقتهم كون المنطقة تفتقد لنسيج صناعي أو مناطق نشاط من شأنها توفير مناصب شغل، الأمر الذي أرق فئة كبيرة من الشباب خاصة الذين تحصلوا على تكوينات وتلقوا تعليما جامعيا. وينتظر سكان البلدية من المنتخبين للعهدة المقبلة تحمل المسؤولية وبذل جهود لإيجاد حلول للمشاكل التي تعاني منها، للرقي بالبلدية التي تقع على تراب عاصمة البلاد وتحقيق التنمية بهاspan