قامت نورية بن غبريت بالترخيص لمديريات التربية بإمكانية اللجوء إلى المستخلفين والمتقاعدين لتعويض الأساتذة الذين يشنون إضرابا منذ عدة أسابيع في بعض الولايات، استجابة لنداء المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع الثلاثي الأطوار للتربية (كناباست). وقد التحق على سبيل المثال لا الحصر زهاء 150 أستاذا مستخلفا بعدد من المؤسسات التربوية بالبليدة التي يشن أساتذتها المنضوين تحت لواء المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية" كناباست" إضرابا منذ قرابة الشهرين، وذلك لتقديم الدروس الضائعة للتلاميذ واستدراك التأخر حسبما كشفت عنه أمس مديرة التربية غنيمة آيت إبراهيم. ويأتي هذا الإجراء الذي اتخذته مديرية التربية - كما أضافت أيت ابراهيم - بهدف تعويض الدروس الضائعة للتلاميذ جراء هذا الإضراب خاصة بالنسبة للأقسام النهائية، المتوسط و الثانوي، مشيرة إلى أن عددا من الأساتذة المضربين منعوا زملائهم المستخلفين من الدخول إلى المؤسسات التربوية. وأكدت ذات المسؤولة أن مديرية التربية بالتنسيق مع الأساتذة المستخلفين ستبذل قصارى جهدها لاستدراك الدروس المتأخرة إلى جانب استكمال إجراء امتحانات الفصل الأول. مع العلم أن تلاميذ 36 ثانوية موزعة عبر تراب الولاية كانوا قد خرجوا في عطلة شتوية دون إجراء جميع اختبارات الفصل الأول. من جهة أخرى، كشفت نفس المسؤولة عن اتخاذ مصالحها إجراء قانوني في حق الأساتذة المضربين يتمثل في خصم أجورهم بعدما تم إرسال لهم إعذار أول عن "إهمال منصب" كما قالت مشيرة إلى إرسال قريبا اعذار ثان لهؤلاء الأساتذة المضربين في حالة عدم التحاقهم بمناصب عملهم. من جهته استحسن بن قاسي مصطفى رئيس المكتب الولائي لجمعية أولياء التلاميذ إجراء استقدام الأساتذة المستخلفين والذي يمكن حسبه التلاميذ من تدارك دروسهم الضائعة مبديا أمله في انفراج هذه الأزمة في أقرب وقت ممكن.
"كناباست" تؤكد مواصلة الإضراب لغاية تلبية جميع مطالبهم من جهته أكد اسماعيل بن دهيب المنسق الولائي للمجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية تواصل الإضراب إلى غاية تلبية جميع مطالبهم المتعلقة بوضع حد لمختلف الممارسات التي تعوق العمل النقابي وكذا تسوية جميع الملفات الإدارية والمالية العالقة منذ سنوات. للإشارة فإن أعلى نسبة استجابة للأساتذة المشاركين في هذا الإضراب حسب غنيمة سجلت بالطور الثانوي خاصة على مستوى تلك الواقعة بعاصمة الولاية مع العلم أن القضاء فصل في عدم شرعية الإضراب.
أولوية التوظيف لخريجي المدارس العليا للأساتذة على المستويين المحلي أو الوطني كما طمأنت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريت، في سياق آخر، طلبة المدارس العليا للأساتذة الذين يشنون إضرابا منذ مدة، أن الأولوية في التوظيف تعود لهم، سواء كان ذلك على المستوى المحلي أو الوطني. وفي تصريح للصحافة على هامش عرضها لبرنامج قطاعها أمام لجنة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية، قالت بن غبريت أن "الأولوية في التوظيف تعود لخريجي المدارس العليا للأساتذة سواء كان ذلك على المستوى المحلي أو الوطني، مشيرة إلى أن منصب الشغل لهذه الفئة مضمون في قطاع التربية إلا أن عددهم غير كاف لتغطية العجز الموجود في هذا القطاع. وأضافت الوزيرة قائلة "أؤكد مرة أخرى أن الأولوية في التوظيف على المستوى المحلي تعود لهؤلاء الخريجين وذلك على حسب المناصب والتخصص المطلوب في منطقتهم، وفي حال وجود عجز في المستوى الوطني تعود الأولوية إليهم أيضا". وفي السياق ذاته، دعت بن غبريت الطلبة لعدم الانسياق وراء ما تروجه بعض الأطراف حول عدم توظيفهم مستقبلا، معبرة عن تأسفها لطول مدة الإضراب، مشيرة في نفس الوقت، إلى أنه من غير المعقول أن الطلبة المتكونين من أجل التربية لا يعطى لهم الأولوية. ومن جهة أخرى، ذكرت ذات المسؤولة أن اللقاءات مع النقابات مازالت متواصلة على المستوى المركزي، معلنة أنها كانت أول أمس في لقاء مع النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني.