أثارت استقالة عثمان خلوف رئيس بلدية بومرداس منذ أيام قلق البومرداسيين بعاصمة الولاية مخلفة ضجة كبيرة وتساؤلات المواطنين عن الأسباب الحقيقية التي دفعت المير لتقديم استقالته رغم أنه كان محل ثقة المواطنين الذين انتخبوه بقوة يوم ال 23 نوفمبر الفارط، واتهم عدد منهم جهات معينة مسؤولية إقدام خلوف على تقديم الإستقالة التي –حسبهم- لم تكن في وقتها بالنظر إلى الركود التنموي الذي تعرفه المدينة الساحلية. خبر استقالة المير خلوف وقع كالصاعقة على معظم سكان عاصمة الولاية بومرداس وحتى البلديات التابعة للولاية، كونه الشخص الذي علقوا عليه أمالا كبيرة في تحقيق التنمية بالبلدية التي تعتبر واجهة الولاية وتستعد لاستقبال موسم الاصطياف الذي تعول عليه الولاية لاستقبال عدد كبير من المصطافين لضمان مداخيل أكبر يتم توجهيها لإنجاز مشاريع ذات منفعة عامة. وحسب المواطنين في تصريحهم ل "السلام اليوم" فإن قرار الإستقالة جاء في وقت غير مناسب كون البلدية تعيش ركودا تنمويا كبيرا ولا تزال المشاكل التي ورثها المجلس الحالي من العهدة السابقة لم تجد طريقها للحل، وأضاف مواطنون أن تولي خلوف رئاسة المجلس البلدي في هذه العهدة أعاد لهم الأمل وجعلهم يثقون أن وجه البلدية سيتغير قبل مرور سنة عن انتخاب المير الجديد.
مواطنون يحملون جهات معينة المسؤولية لم يستوعب سكان مدينة بومرداس أن يكون السبب الرئيسي وراء استقالة المير خلوف هو الانسداد الحاصل بالبلدية، مؤكدين أن سببا آخر وراء ذلك أقوى من الإنسداد دفع بخلوف لاختيار الاستقالة، محملين جهات معينة رفضوا الكشف عنها بدفعها للمير لإتخاذ قرار الإستقالة. واعرب سكان البلدية عن أسفهم الشديد من عدم تدخل الوالي لتهدئة الوضع ومنع المير من اتخاذ قراره.
مواطنون يلومون المير على تقديم استقالته استقالة المير خلوف قسمت الشارع البومرداسي بين من أيد استقالة المير وبين من رفضها واعتبرها بمثابة إعطاء الفرصة لبعض الإنتهازيين لتحقيق أهدافهم بالمدينة الساحلية. ورأى القسم الأول ممن أيدوا استقالة خلوف أنه اتخذ القرار المناسب معبرين عن تضامنهم معه، مؤكدين أن الرجل لا تهمه المسؤولية ولا النفوذ. أما القسم الثاني فقد ألقى باللوم على الرئيس المستقيل معتبرين قراره خاطيء، وحسبهم القرار ستستفيد منه جهات معينة بالولاية والذين من مصلحتهم تنحي المير خلوف من رئاسة البلدية.
ضغوطات خارجية دفعت بالمير للإستقالة من جهته، المير السابق لبومرداس صرح أول أمس أن سبب الإستقالة جاء نتيجة تعرضه لضغوطات كبيرة خارجة عن إطار عمله متهما أشخاصا غير أكفاء بالتأثير على مهامه بشكل مباشر أو غير مباشر، مضيفا بالقول "هناك جهات لم تترك لي حرية العمل وساهمت في تقليص الإمكانيات لخلق مشاكل لي ولزملائي ولن أسامحهم أبدا، ولذلك اتخذت هذا القرار الذي يبدو لي الأنسب لأبتعد عن المشاكل". وقال مناضل حزب جبهة المستقبل أن بلدية بومرداس تعرف ركودا تنمويا مقارنة بباقي بلديات الولاية مرجعا السبب إلى عدم وجود الإمكانيات المادية والبشرية المؤهلة لدفع العجلة "رغم وجود شباب لديهم رغبة وغيرة على بلديتهم من أجل العمل".