طالب حسين بوعرابة، رئيس المنظمة الوطنية للناقلين، الوزارة الوصية خاصة والحكومة على وجه العموم، بتقديم إعانات مالية وقروض طويلة المدى ل 80 ألف ناقل لتجديد حظيرة حافلات نقل المسافرين التي تضم 31 ألف حافلة يفوق عمرها 15 سنة، و40 ألف أخرى ستتوقف عن العمل في آفاق 2020. إقترح بوعرابة تجديد الحظيرة بحافلات الشركة الوطنية للصناعات الميكانيكية "سوناكوم" وتقديم قروض للخواص من أجل إقتنائها، علما أن أسعارها تعادل 1.7 مليار سنتيم، مؤكدا أن حافلات ال "SNVI" المرقمة سنة 1992 أحسن بكثير من حيث السلامة من الحافلات الصينية المستوردة الجديدة التي حملها المسؤول ذاته في تصريحات صحفية أدلى بها أمس مسؤولية 2.8 بالمائة من حوادث المرور التي كانت الحافلات طرفا فيها خلال السنة الماضية 2017، وشدد في هذا الصدد على ضرورة تشكيل لجنة مستقلة للتحري في أسباب حوادث المرور التي تسببها وسيلة النقل هذه. في السياق ذاته نفى المتحدث، تسبب الناقلين في إرتفاع نسبة حوادث المرور، مشيرا إلى أنها إنخفضت من 4 بالمائة خلال 2015 إلى 3 بالمائة خلال 2016، وإلى 2.8 بالمائة خلال العام الماضي، مؤكدا أن الحافلات التي تسببت في مجازر مرورية كلها جديدة ومستوردة بأسعار زهيدة تتراوح بين 600 إلى 700 مليون بينما السعر الحقيقي لحافلة بمعايير محترمة يتراوح بين 1.2 و1.5 مليار سنتيم. هذا وأبرز رئيس المُنظمة الوطنية للناقلين، إن الحظيرة الوطنية لحافلات نقل المسافرين التي تتوفر على 80 ألف حافلة تنقل 12 مليون مواطن يوميا، لم تتدعم بأي حافلة جديدة طيلة الأربع سنوات الماضية.
الناقلون الخواص محرومون من مزايا صندوق تعويض الناقلين تأسف حسين بوعرابة، من حرمان الناقلين الخواص من المزايا المادية التي يوفرها صندوق تعويض الناقلين الذي أنشأته الدولة مؤخرا والذي يتم تمويله من الإقتطاع من الضريبة على السيارات الجديدة، مستغربا في المقابل من إستفادة الشركة العمومية من إعانات ضخمة رغم أنها تساهم في نقل 5 بالمائة فقط من إجمالي المسافرين يوميا.
التسعيرة الحقيقية لتذكرة النقل تعادل ال 50 دينارا كما دافع المسؤول ذاته، عن الرفع في تسعيرة النقل ب 10 بالمائة خلال العام الجاري، ووصفها ب "الرمزية" وذلك باعتراف وزارة النقل، مُضيفا أنّه رغم الزيادة في أسعار الوقود إلاّ أنّ قطاع النقل الحضري لم يرفع تسعيرة النقل خلال سنتي 2016 و2017، مبرزا في هذا الصدد أن التسعيرة الحقيقية لتذكرة النقل تعادل ال 50 دينارا.
منظمة الناقلين تحمل الولاة مسؤولية تدني خدمات القطاع حمّل حسين بوعرابة، رئيس المنظمة الوطنية للناقلين، ولاة الجمهورية، مسؤولية تدني الخدمات رغم الفائض في عدد الناقلين، وأكد أنهم تخلوا عن المهمة التي ألزمهم بها مرسوم 2004 الذي كلفهم بإعداد مخططات النقل الولائية على مستوى ولاياتهم حسب الإحتياجات وبالتنسيق مع رؤساء البلديات، مُشيرا إلى أنهم ينتظرون إلى اليوم تدخل وزارة النقل، مُستغربا في هذا الصدد أن بعض الأحياء لا يتوفر فيها النقل كليا في وقت يوجد فائض في أحياء أخرى لا سيما على مستوى الأحياء الجديدة أو في بعض الأحيان بعض الناقلين يتخلون عن الخطوط التي لا تأتي بمردودية بينما يتحمل المواطن الضريبة وكل هذه المشاكل يمكن تفاديها بإعداد مخططات ولائية مدروسة بدقة.
نُشطاء القطاع رموا توصيات الجلسات الوطنية للنقل وراء ظهورهم وأضاف المتحدث أن توصيات الجلسات الوطنية للنقل لم تطبق على أرض الواقع رغم النداءات المتكررة للمنظمة وتقديم عدة حلول لتنظيم قطاع النقل، وقال في هذا الشأن "لا حياة لمن تنادي"، رغم إستجابة الوزارة لمطالب بعض النقابات.