علم من مصادر مقربة من محيط الأمين العام للمركزية النقابية، أن حركة احتجاجية يحضر لها قيادات بالاتحاد العام للعمال الجزائريين ضد السياسة الحالية المنتهجة من قبل سيدي سعيد، وأضافت المصادر أن الاحتجاج المزمع القيام به عن قريب، سيكون بمثابة حركة تقويمية شاملة للسياسة الحالية للنقابة، وهو ما قد يزعزع الرجل الأول ب«الأوجيتيا” من منصبه. حسب المصادر التي كشفت الخبر، فإن حجم الغضب على سياسة سيدي السعيد المنتهجة في تسيير الاتحاد العام للعمال الجزائريين، عرف اتساعا كبيرا وسط القيادات النقابية المحيطة بالأمين العام للمركزية النقابية، وقالت في هذا الشأن أن حركة احتجاجية يحضر لها حاليا قصد إحداث تغيير شامل في “الأوجيتيا”، وبررت مصادرنا هذا الغليان الذي بدأ يبرز بشكل حاد في الأشهر الأخيرة، بأن فشل سيدي السعيد في التعاطي مع المطالب العمالية الكثيرة، وعدم تحقيقه لنتائج ايجابية خلال لقاء الثلاثية الأخير، زاد من عزيمة النقابيين في الخروج عن صمتهم، يضاف إلى ذلك، ما سجلته المركزية النقابية من فشل في مواجهة الحرب الضروس التي شنتها النقابات المستقلة بقطاع التربية، والتي أسفرت عن قرار إلغاء التسيير الأحادي للجنة الوطنية للخدمات الاجتماعية التي سيطرت عليها الاتحادية الوطنية لعمال التربية لعقود، وقد خلف هذا القرار امتعاضا وسط النقابة التي طالبت من سيدي السعيد بتدارك الأمور قبل زوال دورها من خارطة العمل النقابي، كما يأتي هذا في وقت تعاطى هذا الأخير بشكل سلبي مع قضية اعتصام نقابيي الجمارك وإضرابهم عن الطعام في بهو دار الشعب بالعاصمة، وهو ما جعل قيادات نقابية تصفه بالبعيد عن طموحات العمال، وذهب البعض لوصفه بالمقرب من الباترونا والحكومة أكثر من قربه من القاعدة النضالية للنقابة، وتشير مصادرنا إلى الرغبة الكبيرة للقياديين المقربين من سيدي السعيد في تحقيق تغيير جذري للسياسة القائمة، قصد مواكبة التطور الحاصل في العمل النقابي، ومواجهة النقابات المستقلة التي حققت في ظرف وجير ما عجزت عنه نقابة سيدي السعيد منذ رحيل عبد الحق بن حمودة. هذا ولم تشر مصادرنا إلى تاريخ الحركة الاحتجاجية التي يحضر لها الغاضبون على أمين عام المركزية النقابية، لكن إذا ما حدثت فعلا، ستخلط حتما أوراق الرجل الأول في هذا التنظيم النقابي، هذا فيما كان نقابيون قياديون أعلنوا الحرب على سيدي السعيد مطالبين بتنحيته من على رأس الأوجيتيا، وقد يتعزز موقفهم من خلال الحركة الاحتجاجية المقبلة التي يحضر لها في الكواليس.