كشفت مصادر موثوقة من مؤسسة ''بريد الجزائر''، أن الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، عبد المجيد سيدي السعيد، قام مساء أول أمس عقب اجتماع ضم ممثلي النقابة المركزية ونقابة المؤسسة بسحب الثقة من مكتب هذه الأخيرة وتجميد نشاط النقابة بعد أيام فقط من عقد مؤتمرها التأسيسي بوهران·وحسب المصادر ذاتها التي تحدثت ل''البلاد''، فإن قرار سيدي السعيد جاء على خلفية الشكاوى التي تقدم بها عمال من مؤسسة ''بريد الجزائر'' إلى الأمين العام للمركزية النقابية، إذ اعتبروا أن مكتب النقابة الجديد لا يخدم مصلحة العمال والموظفين وواتهموه ب''التخلاط'' بالنظر إلى المشاكل التي تسبب فيها وهو ما دفعهم إلى المطالبة بحله فورا وسحب الثقة منه واستبداله بتنظيم جديد يستحق ثقة العمال، حسب ما أوردته المصادر·وكان عمال ''بريد'' الجزائر قد شرعوا منذ أيام في جمع توقيعات من مختلف مكاتب البريد من أجل تأسيس نقابة مستقلة بديلة عن النقابة التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين، ورفضهم نتائج الجمعية العامة التي تمخضت عنها القيادة الحالية للمكتب· وهو ما وضع الأمين العام للمركزية النقابية، عبد المجيد سيدي السعيد، أمام خيار واحد يقضي بإعادة عملية اختيار مكتب جديد للنقابة مع الحرص على احترام القوانين وحق العمال في اختيار ممثليهم، كما ذكر العمال الذين راسلوا سيدي السعيد بهذا الخصوص·وهدد العمال المحتجون في حال تماطل المركزية في اتخاذ الإجراءات اللازمة باللجوء إلى تشكيل نقابة مستقلة بعيد عن مظلة الاتحاد· ويتهم هؤلاء مكتب النقابة المشرف على تنظيم الجمعية العامة الأخيرة في وهران خرقوا العديد من القوانين، سواء في تنظيم الانتخابات التي كانت جهوية لتتحول إلى وطنية، بالإضافة إلى أن الأمين العام المنتخب يجمع بين مناصب عدة داخل النقابة، وهو ما يمنعه القانون الأساسي لاتحاد العمال الجزائريين· هذا، وتستمر الحركة الاحتجاجية التي شرع فيها عمال مركز الصكوك البريدية بالجزائر العاصمة منذ أيام، حيث أوفد أول أمس رئيس مجلس إدارة بريد الجزائر عمر زرارقة، رئيسة قسم الموارد البشرية الآنسة بكوش لتهدئة الأوضاع مع العمال قبل أن ينزل هو شخصيا ويحاول إقناعهم بوقف الاحتجاج بساحة الشهداء في الوقت الذي يصر فيه عمال مركز الصكوك البريدية على الاحتجاج لغاية الاستجابة لمطالبهم