دعا الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أول أمس القيادات الأمنية والعسكرية في البلاد إلى التنسيق مع دول الجوار، مشيرا إلى أنه يسعى إلى تفعيل هذه المسألة خلال الزيارة التي سيؤدّيها إلى الجزائر والمغرب خلال الأيام القادمة، وذلك على خلفية الإشتبكات المسجلة التي نشبت مع مجموعات مسلحة الأربعاء الماضي بمدينة صفاقس. وقال المرزوقي خلال اجتماعه بوزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي، ووزير الداخلية علي العريض ورئيس أركان الجيش الوطني رشيد عمار إلى جانب إطارات أمنية عليا، عقب تلك الأحداث “إنّ معالجة هذه المسألة يتطلب حتمًا التنسيق مع دول الجوار وهو ما سنسعى إلى تفعيله خلال الزيارة التي سيؤدّيها إلى عدد من البلدان المغاربية”. وأعرب عن ثقته في قدرة رجال الأمن والجيش التونسيين على فرض الأمن والحفاظ على الاستقرار، داعيًا إلى مواصلة التنسيق بين قوات الأمن وقوات الجيش لتحقيق هذا الهدف. ويقوم الرئيس التونسي خلال الأيام القادمة بزيارة إلى الجزائر وبعدها المغرب في ثاني زيارة رسمية له خارج تونس للتباحث حول العلاقات الثنائية وفي مقدمتها تفعيل الإتحاد المغاربي. وفي سياق متّصل بهذه الحادثة أكّدت وزارة الداخلية التونسية أنّها اعتقلت بعض العناصر التي لها صلة بهذه القضية، وتبين أنها تورطت وحوكمت سابقًا بموجب قانون مكافحة الإرهاب. وأوضحت في بيان لها بشأن المواجهات، أنّ محاولة إقناع الأشخاص المُسلّحين بتسليم أنفُسهم تواصلت حتى صباح الخميس، إلاّ أنّهم لم يمتثلوا وواصلوا عمليّات إطلاق النّار من أسلحة نوع “كلاشينكوف”، مما اضطرت قوات الأمن والجيش إلى مجابهتهم فأسفر عنها إصابة ثلاثة ضبّاط صف بالجيش الوطني وعريف أوّل بالدرك الوطني بإصابات متفاوتة الخطورة، ووفاة شخصين من المُسلّحين وإلقاء القبض على العنصر الثالث وحجز الأسلحة والذُخيرة التي كانت لديهم. وأوضح البلاغ، الذي صدر مساء الخميس، “أنّه تم إلقاء القبض على بعض العناصر التي لها صلة بهذه القضية والبحث جارٍ معهم من مختلف جوانبه، سواء من حيث مصدر السلاح والغاية منه، وقد تبين أن عددًا من هذه العناصر تورطت وحوكمت سابقًا ضمن قانون مكافحة الإرهاب. كما أكّدت الوزارة أنّ قوات الجيش والأمن الداخلي تواصل تمشيط المنطقة التي دارت فيها المواجهات.