تفجر الوضع في العاصمة الليبية مجددا بين المسلحين الذي يجوبون طرابلس، ومقاتلي المجلس الانتقالي، حيث سقط مساء أمس، 6 قتلى في اشتباكات بين ثوار طرابلس وثوار مصراتة وقعت عقب توجه قوة من الجيش إلى مبنى المخابرات. وقالت تقارير متطابقة إن المواجهات امتدت إلى بعض الأحياء من العاصمة الليبية. وأوضحت قناة “العربية” أن الاشتباكات وقعت بعد أن قامت قوة من الجيش بالتوجه إلى مبنى المخابرات وطلبت من ثوار مصراتة الخروج منه، إلا أنهم رفضوا الإخلاء فاندلعت اشتباكات في عدد من الأحياء الكبيرة في طرابلس منها منطقة طريق السور وطريق السكة وشارع الزاوية. ومن جانبها، قالت قناة “الجزيرة” إن قوة من وزارة الداخلية توجهت إلى مبنى الاستخبارات القديم في شارع الزاوية حيث رئاسة الوزراء ومعظم الوزارات، واشتبكت معهم لرفضهم الخروج من المبنى. وأوضحت أن الداخلية سبق أن أخطرتهم عدة مرات بإخلاء المبنى خاصة بعد تشكيل الحكومة وعودة المؤسسات إلى وزارة الداخلية، ولكنهم لم يستجيبوا. وذكرت أنه تم قطع الطرق المؤدية إلى المبنى، وشوهدت سيارات الإسعاف تقترب من المكان، مرجحا وجود إصابات وربما قتلى. وفي الأثناء، أبلغ الرئيس التونسي المنصف المرزوقي ليبيابأن بلاده ستسلم رئيس الوزراء الليبي السابق البغدادي علي المحمودي إلى طرابلس لمواجهة اتهامات بإساءة استخدام السلطة إذا ضمنت ليبيا له محاكمة عادلة. وكان المحمودي الذي تولى رئاسة الوزراء في ليبيا منذ عام 2006 قد فر عبر الحدود إلى تونس عقب انهيار حكم معمر القذافي في أوت الماضي. وأصدرت محكمة تونسية قرارا في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني بضرورة تسليمه متجاهلة ادعاءات بأنه لن يحظى بمحاكمة عادلة في مناخ قتل فيه القذافي نفسه عقب إلقاء القبض عليه وحيث لم يتم بعد إقامة نظام قضائي ملائم لفترة ما بعد القذافي. وقال المرزوقي في خطاب القاه في العاصمة الليبية طرابلس إن تونس تريد التأكد بنسبة مئة في المئة من وجود محاكمة عادلة وقضاء مستقل، مضيفا في كلمة له أمام تجمع لمنظمات المجتمع المدني أنه على ثقة من تحقيق هذه المعادلة وهو ما يعني أن تحصل تونس على ضمانات بإجراء محاكمة عادلة ونزيهة في طرابلس وان تضمن من جهتها حقوق الليبيين في تسليم المحمودي. من ناحية أخرى، قال المرزوقي إنه إذا كان من حق التونسيين المطالبة بتسلم بن علي لمحاسبته على جرائمه في تونس فإنه من حق الليبيين المطالبة بتسلم المحمودي. ودعا رئيس الوزراء الليبي المؤقت عبد الرحيم الكيب جيران ليبيا إلى تسليم كل شخص يعمل على إحياء النظام السابق، موضحا أن بلاده تريد دائما من أشقائها سواء كانوا في تونس أو مصر أو الجزائر والدول الأخرى، أن تراعي حجم الألم الذي سببه النظام السابق وأنصاره والذين ما زالوا يقوضون امن البلاد. وأكد أنه يرغب في أن تؤدي هذه الدول دورا كبيرا في تقديم الأشخاص الذين قمعوا الشعب الليبي للعدالة.