أكد صالح ڤوجيل، المنسق العام لحركة التقويم والتأصيل لحزب جبهة التحرير الوطني، لقاءه بعبد العزيز بلخادم أول أمس دون وساطة تذكر، نافيا ما روج له إعلاميا أن بوتفليقة أمرهما بتسوية الخلاف بينهما، وتحاشى ڤوجيل الخوض في تفاصيل لقائه بأمين عام الحزب، لكنه أوضح أنهما اتفقا على السعي لتحقيق وحدة الحزب مبرزا إعطاء أهمية لتشريعيات ماي المقبل ضمن أولوياتهما. قال صالح ڤوجيل في تصريح هاتفي مع »السلام« أنه تباحث مع نظيره عبد العزيز بلخادم في لقاء جمعهما أول أمس، أمورا تتعلق بالحزب وكذا التشريعيات، ولم يشر إلى تفاصيل أكثر عن هذا اللقاء، غير أنه أكد أنهما اتفقا على لقاءات أخرى ستتم في الأيام القليلة القادمة للوصول إلى حل يرضي الطرفين ولمصلحة جبهة التحرير، وأضاف ڤوجيل في ذات السياق أن أهم ما دار بينهما كان يصب في قضية وحدة الحزب وكيفية الوصول إلى حل نهائي للخلاف الحاصل بينهما منذ أكثر من سنة عن طريق الحوار المستمر. وقال المنسق العام لما يعرف بالحركة التقويمية »سنكشف عن ما دار بيننا في لقاء صحفي عندما نصل إلى أشياء ملموسة«، وتبين بحسب كلامه أن حديثا حول الاستحقاقات المقبلة كان له كبير الأثر على الطرفين، حيث أوضح المتحدث في هذا الشأن أن التشريعيات بالرغم من أنها كانت ثانوية في لقائه مع بلخادم لكنها »ذات أهمية بالنسبة لنا« ولمح إلى وجود نقاط تقارب دون الإفصاح عنها. هذا اللقاء الأول من نوعه بعد أشهر من جمود في العلاقات بين الرجلين، اعتبره عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام بحزب جبهة التحرير الوطني قاسى عيسى بأنه تم في إطار استقبال الأمين العام للحزب لإطارات ومناضلي الحزب، ولقاء ڤوجيل ببلخادم حسب قاسا، يدخل في اللقاءات غير المصورة، وتحاشى المتحدث إعطاء توضيحات أكثر عن اجتماع الأمين العام للحزب ومنسق الحركة التقويمية، ولم ينف وجود استعداد من قبل القيادة لتقوية صفوف الحزب وهياكله، وتبين من حديث المكلف بالإعلام بأن إطارات الأفلان تريد توحيد الحزب لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة من الاستحقاقات. ومهما تكتم هذا الطرف أو ذاك عن الاعتراف بوجود اتفاق بين الرجلين بإيعاز من طرف ثالث يعتقد بأنه الرئيس بوتفليقة، مثلما ورد في تقارير إعلامية نقلا عن مصادر مقربة من بلخادم، وسواء كان هذا الأخير تدخل فعلا أم لا، فإن معطيات الواقع السياسي فرضت على الحزب ضرورة نسيان الخلافات، وعقد ما يمكن وصفه بصفقة سياسية بين الأخوة الفرقاء من أجل توحيد الصفوف وإنقاذ جبهة التحرير من انتكاسة حتمية في تشريعيات ماي المقبل، خاصة مع إعلان بعض الأحزاب الإسلامية عن تكتل جديد لمواجهة الأحزاب التقليدية، وهو ما سيشكل ضربة قوية ضد ما عرف بحزب الأغلبية المهدد بتحويله إلى المتحف إذا ما استمر في الانقسام.