تؤكد مصادر مقربة من جبهة القوى الاشتراكية »أفافاس« أن معطيات جديدة طبعت الساحة السياسية في الفترة الأخيرة فرضت نفسها على حسين آيت احمد وجعلته يقرر المشاركة في تشريعيات ماي المقبل، ومن أهم الأسباب التي كانت وراء هذا القرار هو تخوف الرجل من زوال حزبه، وتيقنه بعدم فعالية سياسته المعارضة وأن عودته للمشاركة في بناء الجزائر أضمن لاستمرار الحزب. كانت »السلام« قد أشارت قبل شهر أن الأفافاس سيشارك في استحقاقات شهر ماي المقبل، وهذا ما تأكد أمس حسب رسالة الزعيم الروحي للحزب التي بعثها لمناضلي جبهة القوى الاشتراكية في لقاء الاتفاقية الوطنية للحزب، حيث قال »اعتبر أن المشاركة في الانتخابات ضرورة تكتيكية للأفافاس لبناء البديل الديمقراطي«، وهذا اعتبر بأنه قرار يدعو مناضلي الحزب للمشاركة في الانتخابات، وجاء هذا التحول لعدة أسباب، حيث كانت البداية منذ الزيارة الأخيرة لرئيس الحزب للجزائر، أين التقى فيها بقيادات قديمة ذات ثقة، للتباحث معها بشأن مستقبل الحزب، وكان لآيت أحمد لقاء مع هذه القيادات في جونيف منذ قرابة خمسة أشهر، وهي لجنة كان قد اتفق على تشكيلها لتقييم الحزب، وقد قدمت له تقريرا مفصلا عن مسار الحزب في ظل معطيات الواقع. وكان أهم ما سجلته، هو كون الحزب آيل للسقوط تدريجيا نتيجة لتغير الخارطة السياسية في البلاد، وغياب النشاطات لمناضلي الأفافاس وعدم فعالية سياسة المعارضة من أجل المعارضة التي انتهجها الحزب منذ سنوات، يضاف إلى ذلك هجرة العديد من المناضلين إلى أحزاب أخرى بسبب هذه السياسة، وسجلت اللجنة أيضا غياب خطاب سياسي متوازن لدى قيادة الحزب خلال المرحلة السابقة، وهو ما جعله غير قادر على استقطاب الشباب من الجيل الجديد الذي يريد أن يكون له دور فعال في الحياة السياسية. وطرحت القيادة القديمة على آيت احمد غياب خليفة الزعيم الروحي داخل الحزب بسبب تقدمه في السن وعدم التفكير في من يدير الأفافاس بعده، وهو ما جعله يقرر تغيير وجهة الحزب إلى حزب لا يزول بزوال الرجال، وتضيف مصادر «السلام» أن حسين آيت احمد أبدى مرونة وليونة في مواقفه السياسية في الفترة الأخيرة عقب بروز ما عرف بالثورات العربية، حيث لم يعط الفرصة لأعداء الجزائر باستغلاله في ضرب استقرارها، وهو ما يؤكد إعادة زعيم الأفافاس لحساباته وحسمها لصالح المشاركة في الاستحقاقات المقبلة تحت مبرر المشاركة في إعادة بناء الجزائر أضمن له من الصمت السلبي.