إذا كان رئيس الاتحادية الجزائرية محمد روراوة ساهم وبشكل كبير في تدعيم التشكيلة الوطنية بالعديد من اللاعبين المحترفين، فإن الفضل يعود بالدرجة الأولى للمناجير المغترب بولنوار حسيني، المعروف في الوسط الرياضي باسم “بولا”، هذا الأخير ساهم في إقناع أغلب لاعبي المنتخب الوطني الحاليين وحتى السابقين ممن دافعوا عن ألوان المنتخب الفرنسي في الفئات الصغرى، باللعب ل “الخضر”، فإلى جانب مجيد بوڤرة وحسان يبدة وفؤاد قادير وكمال غيلاس فالمناجير “بولا” يعود إليه الفضل في إقناع “الشوشو” الجديد لأنصار المنتخب الوطني ومهاجم فالانس الإسباني سفيان فيغولي، بحمل ألوان الجزائر، وهو ما كشف عنه في حوار خص به موقع الميدان. القصة بدأت مع بلماضي أوضح بولنوار حسيني أن قصة مساهمته في المنتخب الوطني بدأت مع جمال بلماضي، الذي كان أحد اللاعبين المتعاقدين معه، حيث رأى أن هناك العديد من المغتربين ممن يستطيعون تقديم الإضافة للخضر رغم إبدائه كامل احترامه للمحليين، مضيفا بأن المحترفين مع المحليين يستطيعون تكوين توليفة جيدة للمنتخب. وكان بلماضي قدّم مستويات لافتة مع مارتيغ؛ ما جعل مرسيليا يضمه. وقد اقترح عليه بولا اللعب للخضر، وهو الأمر الذي كان اللاعب مهتما به، ليتحقق الأمر في النهاية، وعندها بدأت علاقاته مع المسؤولين عن الفيدرالية والمنتخب على غرار روراوة وسعدان، كما كان يتعامل مع رابح زياني والد كريم، وكانا يسعيان للبحث عن المغتربين الجيّدين لاستقدامهم للمنتخب، موضحا أنهما آنذاك تابعا مراد مغني، الذي كان يلعب في الكالتشيو، وانتقل رابح زياني إلى إيطاليا عارضا عليه اللعب للخضر؛ حيث كان ذلك أول اتصال بين اللاعب والجزائر، كما اقترحا ذلك على مجيد بوڤرة الذي وجداه جيدا للعب مع الخضر، وأكد أن ذلك جعله يقترب أكثر من بلده ووالديه. ”علينا كجزائريين أن نتّحد من أجل مصلحة الوطن” وواصل بولا بأن ما قام به كان بمثابة واجب، خاصة أنه جزائري ويخدم بلده، مضيفا بأن على الجزائريين أن يتّحدوا مع بعضهم من أجل مصلحة الجزائر والمنتخب الوطني، حيث أكد أن الفرجة التي عمّت الجزائر بعد التأهل للمونديال، كانت أمرا رائعا للكل، خاصة أنها عمت الصغار والكبار، مضيفا بأن هناك عملا تم القيام به على الصعيدين السياسي والرياضي والتنظيمي للوصول إلى ذلك، وقد تحقق، متمنيا أن تتواصل النجاحات في المستقبل. ”ربطتُ الاتصال بين فيغولي وروراوة و«الفاف” قامت بالخطوة المناسبة” كما تطرق “بولا” في حديثه إلى الوجه الجديد في “الخضر” سفيان فيغولي، والذي قدّم مباراة جيدة في أول مشاركة دولية، حيث أكد بولنوار حسيني أنه كان يعرف فيغولي جيدا منذ أيام تواجده في غرونوبل، كما كانت علاقته جيدة مع مناجيره عنتر، وهو الذي يضع فيه فيغولي ثقة كبيرة، حيث رأى بولا أن فيغولي سيكون إضافة جيدة للخضر، وقد تم اقتراح اللعب للخضر عليه، لكن فيغولي رفض ذلك، معتبرا إياها مسألة مبدأ، خاصة أنه لم يشارك في التصفيات، ورأى أن لاعبين آخرين تعبوا من أجل التأهل، وأنهم أحق باللعب في المونديال.وقد رد عنتر مناجير فيغولي بالقول إن الوقت ليس مناسبا لقدومه قبل أن يقوم بولا بربط الاتصالات بين مناجير فيغولي وروراوة تاركا الأمور بينهما، مضيفا بأن روراوة يعرف جيدا كيف يتعامل في مثل هذه الظروف، وبأن الفيدرالية قامت بسلك الطريق الصحيح، عندما جرت كل الأمور مع مناجيره الذي يربطه عقد بفيغولي، وهي الخطوة التي ساهمت في قدومه نظرا لاحترافيتها. ”سفيان شكرني على مساهمتي في قدومه” وكشف بولا بأن فغولي قدّم له الشكر بعد انضمامه الرسمي للمنتخب، خاصة أنه كان أول من اقترح ذلك وربط الاتصالات مساهما في لعبه للخضر، ليوضح لنا بأنه رد عليه بالقول: “هذا لطف منك، لكنك كنت تستحق اللعب للمنتخب، فمستواك وأداؤك يسمح لك بالانضمام إليه”، وأضاف بولا أن الأكثر أهمية بالنسبة له هو أن اللاعب يستطيع تقديم الإضافة للخضر، وبأن لعبه في فريق مثل فالنسيا ومنافسته للاعب مثل بابلو بل وحتى ضمان مكان أساسي رغم ذلك، يؤكد بأن فيغولي لاعب جيد واستثمار حقيقي، مضيفا بأنه لازال على اتصال دائم مع مناجيره. ”يجب علينا التعامل بذكاء مع المغتربين” وكشف بولا بأن انضمام مزدوجي الجنسية للمنتخبات الوطنية في الفئات السنية الصغرى، قد يكون مصدر مشاكل لهم، خاصة إن فضّلوا اللعب للخضر على حساب الزرق، إذ تتغير المعاملة معهم في الأندية المكوّنة لهم، كما لن يحصلوا أبدا على المساواة مع لاعبين يحملون ألوان المنتخب الفرنسي أو الإسباني أو أي منتخب أوروبي، وذلك سيجعلهم تحت الضغط، وقد يضيّعون مسيرة جيدة في عالم المستديرة، حيث أوضح أن من الواجب التعامل معهم بذكاء، خاصة عندما يتعلق الأمر باللاعبين الذين لم يتجاوزوا 17 أو 18 من العمر، وتركهم يتعلمون وانتهاز الوقت المناسب لضمّهم للخضر، مؤكدا أن الفيدرالية تسيّر الأمور بطريقة جيدة، والدليل نجاحها في استقطاب عديد المغتربين في السنوات الأخيرة. ”سعدان خلق أجواء جيدة بين المحليين والمحترفين وزاوي ورحو استحقا لعب المونديال” وشدد بولا التأكيد على أن الناخب الوطني السابق سعدان قام بعمل كبير، حيث وصفه بالطبيب النفسي، خاصة ما يتعلق بالنجاح في خلق أجواء عائلية بين المحترفين والمحليين، حيث كان التفاهم كبيرا بينهم، وهو ما جعل الخضر يتأهلون للمونديال، مضيفا بأن بعض اللاعبين لم يواصلوا المغامرة رغم أنهم كانوا يستحقون ذلك، وضرب مثالا برحو وزاوري، وقال إنهما كانا جيّدين حتى ولو لم يكونا أساسيين، لكنهما كانا هامين في المنتخب. ”زياني قدّم الكثير للخضر ويستحق مكانه معهم” وردّ بولا على من قالوا بأن كريم زياني انتهى، قائلا إنه لم ينته بعد، خاصة أنه يبلغ من العمر 29 سنة، موضحا أنه لاعب قدّم الكثير وكان الممرر الأول للخضر. وحول ما قاله وحيد بأن زياني يرفض الاحتياط رد بولا بأن كريم لاعب محترف، وأضاف: “لا أقول بأن كريم يستحق اللعب كأساسي، بل يستحق على الأقل التواجد في قائمة 22”، مؤكدا أن المقارنة مع فيغولي لن تكون ذات فائدة الآن؛ “فيغولي بدأ مؤخرا مسيرته، وعلى الجميع مساعدته وحمايته، لكن زياني يمتلك الخبرة ويستطيع تقديم الإضافة”. وحول احترافه بالخليج أوضح بولا أن الأندية الأوروبية لا تمنح لاعبا جزائريا راتبا يستحقه حسب إمكانيته، والدليل ما حصل مع يوسف العربي، حيث أن الراتب لا يتجاوز 40 ألف أورو، ولن يمنحوا أي لاعب عربي 150 ألف أورو مثلا، عكس ما يحصل في قطر، حيث لقي الاحترام، ونفس الشيء مع يوسف العربي في السعودية، موضحا أن مستوى البطولة القطرية ليس رديئا للغاية بل بإمكان اللاعب فيها أن يعطي الإضافة للمنتخب، وشدد على أن زياني قد يعود إلى أوروبا لو يجد فريقا جيدا ويعطيه ما يستحقه. روراوة يجد نوبيلو الرجل المناسب وفي نهاية حديثه تطرق بولا لقدوم التقني الفرنسي جون مارك نوبيلو لمنتخب أقل من 20 سنة، والذي يشرف أيضا على منتخب أقل من 17 سنة، حيث كشف بولا أنه كان وراء اقتراحه، لكن القرار تم اتخاذه من طرف الفيدرالية، حيث أن روراوة كان يبحث عن مدرب مكوّن، ورأى أن مدرب شبان كوت ديفوار السابق والمكوّن في نادي لوهافر، يتوفر على الشروط اللازمة، ليتم في النهاية الاتفاق معه، حيث يسعى الخضر للصعود لكأس العالم لأقل من 20 سنة بعد لعب كان 2013 بالجزائر.