القليل ربما يعرف المناجير بولا، فهو يعد من بين رجال الخفاء الذين يعملون، حيث أنه قد قام رفقة رابح والد كريم زياني بإقناع أغلب لاعبي المنتخب الوطني الحاليين والسابقين بالقدوم واللعب لصالح الخضر، فعلى سبيل المثال لا سبيل الحصر نذكر مجيد بوقرة، حسان يبدة، فؤاد قادير، كمال غيلاس، سفيان فغولي.. الخ، فبولا الذي يعتبر مناجيرا منذ حوالي 20 سنة، يحكي في هذا الحوار قليلا مما عاشه في عالم الكرة المستديرة، كما سرد كيفية إقناع النجم الجديد سفيان فغولي باللعب لصالح الخضر. القصة بدأت مع بلماضي، وكبر بعدها الاهتمام بالكرة الجزائرية وأوضح بولنوار حسيني أن قصة مساهمته في المنتخب الوطني بدأت مع جمال بلماضي الذي كان أحد اللاعبين المتعاقدين معه، حيث رأى أن هناك العديد من المغتربين ممن يستطيعون تقديم الإضافة للخضر، رغم إبدائه كامل احترامه للمحليين، مضيفا بأن المحترفين مع المحليين يستطيعون تكوين توليفة جيدة للمنتخب، وكان بلماضي قد قدم مستويات لافتة مع مارتيغ ما جعل مرسيليا يضمه، وقد اقترح عليه بولا اللعب للخضر، وهوالأمر الذي كان اللاعب مهتما به ليتحقق الأمر في النهاية، وعندها بدأت علاقاته مع المسئولين على الفدرالية والمنتخب، على غرار روراوة وسعدان. كما كان يتعامل أيضا مع رابح زياني والد كريم وكانا يسعيان للبحث عن المغتربين الجيدين لاستقدامهم للمنتخب، موضحا أنهما آنذاك تابعا مراد مغني الذي كان يلعب في الكالتشيووانتقل رابح زياني إلى إيطاليا عارضا عليه اللعب للخضر، حيث كان ذلك أول اتصال بين اللاعب والجزائر، كما اقترحا ذلك على مجيد بوڤرة الذي وجداه جيدا للعب مع الخضر، وأكد أن ذلك جعله يقترب أكثر من بلده ووالديه. علينا كجزائريين أن نتحد من أجل مصلحة الوطن وواصل بولا أن ما قام به كان بمثابة واجب خاصة أنه جزائري ويخدم بلده، مضيفا بأن على الجزائريين أن يتحدوا مع بعضهم من أجل مصلحة الجزائر والمنتخب الوطني، حيث أكد أن الفرجة التي عمت الجزائر بعد التأهل للمونديال كانت أمرا رائعا للكل، خاصة أنها عمت الصغار والكبار، مضيفا بأن هناك عمل تم القيام به على الصعيدين السياسي والرياضي والتنظيمي للوصول إلى ذلك وقد تحقق، متمنيا أن تتواصل النجاحات في المستقبل. ربطت الاتصال بين فغولي وروراوة، والفاف قامت بالخطوة المناسبة وتطرقنا في حديثه عن الوجه الجديد سفيان فغولي، والذي قدم مباراة جيدة في أول مشاركة دولية، حيث أكد بولنوار حسيني أنه كان يعرف فغولي جيدا منذ أيام تواجده في غرونوبل كما كانت علاقته جيدة مع مناجيره عنتر، وهو الذي يضع فيه فغولي ثقة كبيرة، حيث رأى بولا أن فغولي سيكون إضافة جيدة للخضر.. وقد تم اقتراح اللعب للخضر عليه، لكن فغولي رفض ذلك، معتبرا إياها مسألة مبدأ. خاصة انه لم يشارك في التصفيات ورأى أن لاعبين آخرين تعبوا من اجل التأهل وهم أحق باللعب في المونديال، وقد رد عنتر مناجير فغولي بالقول أن الوقت ليس مناسبا لقدومه، قبل أن يقوم بولا بربط الاتصالات بين مناجير فغولي وروراوة تاركا الأمور بينهما، مضيفا بأن روراوة يعرف جيدا كيف يتعامل في مثل هذه الظروف وبأن الفدرالية قامت بسلك الطريق الصحيح عندما جرت كل الأمور مع مناجيره الذي يربطه عقد بفغولي وهي الخطوة التي ساهمت في قدومه نظرا لاحترافيتها. سفيان شكرني على مساهمتي في قدومه فقلت له: "لقد استحققت ذلك" وكشف بولا بأن فغولي قدم إليه شكره بعد انضمامه الرسمي للمنتخب، خاصة أنه كان أول من اقترح ذلك وربط الاتصالات مساهما في لعبه للخضر، ليوضح لنا بأن رد عليه بالقول “هذا لطف منك، لكنك كنت تستحق اللعب للمنتخب فمستواك وأدائك يسمح لك بالانضمام إليه”، وأضاف بولا أن الأكثر أهمية بالنسبة له هوأن اللاعب يستطيع تقديم الإضافة للخضر، وبأن لعبه في فريق مثل فالنسيا ومنافته للاعب مثل بابلوبل وحتى ضمان مكان أساسي رغم ذلك يؤكد بأن فغولي لاعب جيد واستثمار حقيقي، مضيفا بأنه لازال على اتصال دائم مع مناجيره. يجب علينا التعامل بذكاء مع المغتربين، فالدولي الجزائري مع الشبان يلاقي عديد الصعوبات وكشف بولا ان انضمام مزدوجي الجنسية للمنتخبات الوطنية في الفئات السنية الصغرى قد يكون مصدر ضرر لهم، خاصة إن فضلوا اللعب للخضر على حساب الزرق، حيث ستتغير المعاملة معهم في الأندية المكونة لهم، كما لن يحصلوا أبدا على المساواة مع لاعبين يحملون ألوان المنتخب الفرنسي أوالإسباني أوأي منتخب أوروبي، كما ان ذلك سيجعلهم تحت الضغط، وقد يضيعون مسيرة جيدة في عالم المستديرة، حيث أوضح ان من الواجب التعامل معهم بذكاء، خاصة ما يتعلق باللاعبين الذين لم يتجاوزوا ال 17 أو ال 18 من العمر، وتركهم يتعلمون وانتهاز الوقت المناسب لضمهم للخضر، مؤكدا أن الفدرالية تسير الأمور بطريقة جيدة والدليل نجاحها في استقطاب عديد المغتربين في السنوات الأخيرة. سعدان خلق أجواء جيدة بين المحليين والمحترفين، وزاوي ورحو استحقا لعب المونديال وشدد بولا على أن سعدان قام بعمل كبير، حيث وصفه بالطبيب النفسي، خاصة ما يتعلق بخلق أجواء حميمية بين المحترفين والمحليين، حيث كان التفاهم كبيرا بينهم، وهو ما جعل الخضر يصعدون للمونديال، مضيفا بأن بعض اللاعبين لم يواصلوا المغامرة رغم أنهم كانوا يستحقون ذلك، وضرب مثالا برحو وزاوري الذي قال إنهما كانا جيدين حتى ولو لم يكونا أساسيين لكنهما كانا هامين في المنتخب. زياني قدم الكثير للخضر... هذا ما جعله يغادر أوروبا واللاعب يستحق مكانه مع الخضر ورد بولا على من قالوا إن كريم زياني انتهى قائلا إنه لم ينته بعد خاصة أنه يبلغ من العمر 29 سنة، موضحا أنه لاعب قدم الكثير وكان الممرر الأول للخضر، وحول ما قاله وحيد بأن زياني يرفض الاحتياط، رد بولا بأن كريم لاعب محترف، وأضاف بأنه لا يقول بأن كريم يستحق اللعب أساسيا، بل يستحق على الأقل التواجد في قائمة ال 22، مؤكدا أن المقارنة مع فغولي لن تكون ذات فائدة الآن، ففغولي بدأ مؤخرا مسيرته وعلى الجميع مساعدته وحمايته، لكن زياني يمتلك الخبرة ويستطيع تقديم الإضافة، وحول احترافه بالخليج أوضح بولا أن الأندية الأوروبية لا تمنح لاعبا جزائريا راتبا يستحقه حسب إمكانيته والدليل ما حصل مع يوسف العربي، حيث أن الراتب لن يتجاوز ال 40 ألف أورو، ولن يمنحوا أي لاعب عربي 150 ألف أورو مثلا، عكس ما يحصل في قطر اين تم احترامه ونفس الشيء ليوسف العربي في السعودية، موضحا أن مستوى البطولة القطرية ليس رديئا للغاية بل بامكان لاعب فيها أن يعطي الإضافة للمنتخب، وشدد على أن زياني قد يعود إلى أوروبا إن وجد فريقا جيدا ويعطيه ما يستحقه. روراوة كان يبحث عن مدرب مكون، ووجد في نوبيلو الرجل المناسب وفي نهاية حديثه، تطرق لقدوم التقني الفرنسي جون مارك نوبيلو لمنتخب أقل من 20 سنة، والذي يشرف أيضا على منتخب أقل من 17 سنة، حيث كشف بولا أنه فعلا اقترحه، لكن القرار تم اتخاذه من طرف الفدرالية، حيث أن روراوة كان يبحث عن مدرب مكون، ورأى أن مدرب شبان كوت ديفوار السابق والمكون في نادي لوهافر يتوفر على الشروط اللازمة، ليتم في النهاية الاتفاق معه، حيث يسعى الخضر للصعود لكأس العالم لأقل من 20 سنة بعد لعب كان 2013 بالجزائر.