أصبحت المزبلة العمومية بمنطقة سيدي لحبيب المتواجدة على مستوى طريق حمام الشيقر، قِبلة للأطفال الذين يتسابقون لجمع النفايات الحديدية والبلاستيكية وسط أكوام الأوساخ لبيعها وربح بعض الدينارات من ورائها. ويتواجد يوميا أزيد من 15 طفلا تتراوح أعمارهم بين 14 و17 سنة بهذه المزبلة التي يعتبرونها مصدرا للرزق؛ من خلال جمع النفايات الحديدية والبلاستيكية، بالإضافة إلى وجود العديد من العائلات تمتهن العملية منذ أزيد من 20 سنة لكسب قوت يومها، من هذه المزبلة التي تجمع قمامات أحياء وقرى ومداشر بلدية مغنية، التي سمعنا عنها الكثير من طرف العديد من المواطنين، الذين وصفوا لنا حجم الكارثة التي يعاني منها أطفال المنطقة، خاصة السكان الذين يقطنون بجوارها. أطفال مظهرهم الخارجي لا يسرّ البعيد قبل القريب، فالأوساخ غيّرت كثيرا من شكلهم، فتحوّلت بذلك وجوههم إلى أشبه ما تكون بأحجار الفحم من السواد! وثيابهم الرثة توحي بحجم المعاناة التي تصاحبهم، فضلا عن الخطر الكبير المحدّق بهم جراء تواجدهم اليومي بمكان غارق وسط دخان القمامة الكثيف، والذي يستقبل أطنان القاذورات يوميا من الصباح الباكر حتى منتصف النهار، بحثا عن كيس بلاستيكي أو صفيحة من الحديد لبيعها بثمن بخس لا يتعدى 7 دنانير للكيلوغرام من البلاستيك، و3 دنانير بالنسبة للحديد، لذوي المصانع لإعادة تصنيعها واستغلالها. وقد رفض هؤلاء الأطفال تصويرهم خوفا من الفضيحة أمام أصدقائهم، لكنهم تحدّثوا إلينا عن واقعهم المرير. من جانب آخر، تعاني المفرغة التي أنشئت منذ بداية الثمانينيات ويلات الإهمال والتقصير لعدم مواءمتها الشروط التقنية، كعدم توفرها على المستلزمات القاعدية، فالطريق المؤدي إليها لم يعرف التفاته من طرف المسؤولين المحليين رغم أنه، بدوره، الطريق الرئيس للمنطقة، فضلا عن الخطورة التي تسببها هذه المزبلة للأراضي الفلاحية المجاورة لها، والغابة التي شوّهت منظر الزائر إليها بأكياس البلاستيك المتناثرة على مستوى الأشجار بفعل الرياح، ما زاد من تذمر وامتعاض السكان المحاذين لها نتيجة الانعكاسات السلبية، خاصة عندما تكون الرياح قوية؛ ما يسبب تلوث الهواء، فضلا عن قدمها وعدم توفرها على التهيئة الضرورية وعلى أدنى شروط الوقاية والحماية للسكان المجاورين بسبب انبعاث مختلف الغازات التي تتسبب في تلويث المحيط، إلا أن الوضع لا يتوقف عند هذا الحدّ بل يتعداه إلى تشويه المنظر والإضرار بالبيئة؛ كون القمامة أصبحت تحتل معظم مساحات الأراضي المجاورة لها، بالإضافة إلى تأثيرها على المواشي بالمنطقة.