أعطت الجزائر موافقتها على تزويد قطاع غزة بالغاز لتشغيل محطة توليد الكهرباء التي أدى توقفها إلى إغراق القطاع المحاصر في الظلام منذ أسابيع، غير أن هذه المبادرة اصطدمت بشروط مصرية حول طريقة وصول هذه المادة إلى الفلسطينيين. وكشف ابراهيم الديراوي رئيس المركز الفلسطيني للدراسات بالقاهرة، أن دولة الجزائر وعدت بإمداد غزة بالغاز لإنهاء أزمة تشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع عن طريق ميناء العريش في مصر، مبينا أن هناك حلولا ستتم على ثلاث محاور. ويعاني قطاع غزة منذ أكثر من شهر من أزمة كهرباء ووقود وغاز خانقة جراء منع الحكومة المصرية إدخال الوقود المصري عن طريق الأنفاق، وإصرارها على إدخال الوقود عن طريق معبر أبو سالم الذي يتحكم به الاحتلال الإسرائيلي. وكان عضو المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور صلاح البردويل، كشف نهاية شهر فيفري الماضي، أن وفداً من الحركة سيتوجه خلال الأيام المقبلة إلى الجزائر لبحث تجسيد وعد جزائري سابق قدمه وزير الطاقة والمناجم بدعم مجاني لمحطة الكهرباء في قطاع غزة. وكان اسماعيل هنية، رئيس الوزراء في الحكومة المقالة، قد ناشد مطلع الشهر الجاري الدول العربية والإسلامية المساهمة في إنهاء معاناة إخوانهم في غزة بسبب نقص الوقود وانقطاع الكهرباء، بتقديمه مجاناً كما وعدت الجزائر سابقاً، ودعا الجزائر إلى تطبيق هذا الوعد على أرض الواقع، كما دعا هنية العالمين العربي والإسلامي لإنهاء أزمة الوقود والكهرباء التي يعاني منهما قطاع غزة. من جهته قال الدكتور يوسف رزقه المستشار السياسي لرئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية، «إن الجزائر توافق على تزويد غزة بالوقود لكنها تحتاج لإذن من القاهرة لتمرير الوقود عبر أراضيها، وهذه القضية تحدث فيها رئيس الوزراء إسماعيل هنية خلال زيارته الأخيرة لمصر ويجري بحثها الآن لدى الجانب المصري». وترفض الحكومة الفلسطينية بقطاع غزة إدخال الوقود عن طريق أبو سالم نظرا لاعتبارات سياسية وفنية وإدارية، الأمر الذي يمنع إدخال الوقود المصري حتى هذه اللحظة، رغم تحويل سلطة الطاقة الفلسطينية مبلغ 2 مليون دولار للطاقة المصرية كدفعة أولى للوقود المصري. وكانت الحكومة قد أكدت منذ أشهر استعداد الجزائر لتزويد سكان قطاع غزة الذين يعانون من الحصار الإسرائيلي مما يحتاجونه من الوقود وبصفة مجانية. وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية مصطفى أبو مرزوق أعلن مطلع شهر ماي الفارط أنه تلقى موافقة من المسؤولين الجزائريين بشأن تزويد القطاع بالوقود دون مقابل، وهو الموقف الذي اعتبره موقفا متقدما في الساحة العربية.
