أدت أزمة الوقود المستفحلة في قطاع غزة المحاصر إلى توقف محطة الكهرباء الرئيسية والوحيدة في هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية عن العمل بسبب التقليصات الحادة في واردات الوقود الصناعي مما يهدد أكثر من مليون ونصف مليون نسمة بالبقاء في ظلام دامس. وارجع كنعان عبيد نائب مدير سلطة الطاقة وإنتاج الكهرباء التابعة لحكومة حماس المسيطرة على قطاع غزة سبب توقف المحطة الكهربائية إلى الخلاف المالي القائم بين حكومة حركة حماس والسلطة الفلسطينية المسؤولة عن شراء الوقود. وكان هذا الخلاف قد تسبب شهر جوان الماضي في توقف نفس المحطة عن العمل بعد نفاد كميات الوقود الضرورية لتشغيلها وهو ما أدخل قطاع غزة في ظلام دامس زاد من معاناة سكانه المحرومين من أدنى متطلبات العيش الكريم. وقال عبيد إن شركة توزيع الكهرباء في غزة ''لم تتوقف عن إرسال إيراداتها المالية وما يتم جبايته من المواطنين من الأموال كاملة إلى رام الله. إلا أن سلام فياض(رئيس الحكومة الفلسطينية) يرفض دفعها لإسرائيل لتزويد القطاع بالوقود''. وحمل المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي ''مسؤولية إغراق غزة في الظلام لأنهما على علم بكافة تفاصيل تمويل شركة الكهرباء ويعلمون جيدا من المعطل الوحيد والأساسي ومن يسبب أزمة الكهرباء في غزة'' في إشارة ضمنية إلى حكومة فياض. ونفس الاتهام وجهته الحكومة المقالة إلى السلطة الفلسطينية حيث قال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس إن ''استمرار سلطة فتح بمنع الوقود لمحطة الكهرباء تسييس واضح من قبل سلطة فتح، وحكومة فياض تتجاوب مع رغبات الاحتلال في إحكام الحصار والتضييق على أهلها''. وشدد برهوم على أن ''المطلوب من الدول المانحة والاتحاد الأوروبي أن يعيد النظر في آليات توصيل الوقود لمحطة توليد الكهرباء بعيدا عن سلطة فتح وحكومة فياض لإنهاء هذه الأزمة''. كما طالب ''بالضغط على وزارة المالية في رام الله وعدم معاقبة أهل غزة وتحمل سلام فياض رئيس الحكومة في السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن مأساة الكهرباء في غزة''. وعادة ما تقوم وزارة المالية في السلطة الفلسطينية بدفع ثمن الوقود الصناعي لإسرائيل الذي تزود به محطة توليد كهرباء غزة واضطرت شركة توزيع الكهرباء في قطاع غزة إلى قطع التيار الكهربائي عن كل منطقة ما بين 8 إلى 10 ساعات يوميا وفق برنامج توزيع حسب كميات الكهرباء المتوفرة التي تصل من إسرائيل ومصر. وتعتبر هذه المحطة الوحيدة في قطاع غزة وتغطي ما بين 30 إلى 40بالمئة من حاجة سكان القطاع من التيار الكهربائي. ويعاني قطاع غزة الذي يضم أكثر من مليون ونصف المليون نسمة من أزمة انقطاع متكرر في التيار الكهربائي بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد الذي قلص من كميات الوقود باتجاه غزة ضمن سياسة عقاب جماعي تنتهجها إسرائيل في كل مرة تريد فيها التضييق على حركة المقاومة الفلسطينية.