حتى وإن استفادت بلدية الرايس حميدو في السنوات الأخيرة من عدة مشاريع هامة، إلا أن هذا لم يمنع سكانها من إبداء امتعاضهم وسخطهم الكبيرين إزاء النقائص المسجلة وتماطل مسؤوليها في تنفيذ بعض المشاريع المتعلقة بمختلف القطاعات خاصة منها التعليم، الصحة والشباب والرياضة والتي أضحت حبرا على ورق وحلما لن يتحقق على حد قول الكثير من سكانها ممن تحدثوا ل “السلام”، الذين أكدوا عدم احترام أصحاب القرار للوعود التي كانوا يطمئنون بها السكان في كل موعد انتخابي رغم الميزانية المعتبرة للبلدية المقدرة ب 4 ملايير سنتيم سنويا وهذا فضلا عن إعانات الولاية. وفيما يلي ومن خلال الجولة الإستطلاعية التي قادتنا إلى أحياء عدة من البلدية التي تعرف بطابعها الجبلي، فهذه أهم اهتمامات سكان الرايس حميدو الذين لم يتوانوا في طرح أهم انشغالاتهم وإبداء آرائهم إزاء النقائص المسجلة في مختلف القطاعات الحساسة على أمل استجابة السلطات المحلية لمطالبهم والإسراع في تطبيقها، والتي وإن وفقت في تجسيد بعض المشاريع إلا أن هذا لا يعني أنها تخلو من نقائص. المطالبة بمرافق صحية من الأولويات اشتكى سكان بلدية الرايس حميدو من النقص الفادح المسجل على مستوى بلدياتهم التي تفتقر لمرافق صحية تمكنهم من العلاج عوض التنقل إلى مراكز استشفائية خاصة بالبلديات المجاورة كباب الوادي، وبوزريعة أو حتى التنقل إلى مستشفى باينام وبني مسوس، من أجل خدمة لا تتعدى وضع الجبس أو حتى إجراء كشف بالأشعة مثلا، مما يجعل المريض مضطرا للتنقل إلى مراكز صحية أخرى. كما أشار السكان في حديثهم ل«السلام” إلى المستوصف الذي استحدث قبل سنوات في أعالي البلدية وبالضبط في حي سيدي الكبير 1 والذي كان من المفروض تخصيصه آنذاك لسكان تلك الأحياء المحروم أهلها من الخدمات الصحية. حتى لا يتنقلوا إلى المستوصف الوحيد الذي تتوفر عليه البلدية الكائن مقره في وسط المدينة، إلا أنه تم تحويله ليصبح مأوى لأسرة أحد الأطباء لاحقا، رغم إبلاغ السكان الجهات المعنية المتمثلة في شخص رئيس البلدية آنذاك الذي لم يحرك ساكنا وهو ما اعتبره السكان تماطلا من طرف السلطات المحلية لبلدية الرايس حميدو وتواطؤاً مع رئيسها، الأمر الذي حتم على النساء الحوامل في تلك الأحياء مكابدة عناء قساوة البرد شتاء ولفح الشمس صيفا، وهذا من أجل المتابعة الدورية لهن ولرضعهن خاصة تضيف إحداهن عند زيارة “السلام” لمركز وسط المدينة إذا كان ذلك ليلا. وهو ما راحت أخريات يؤكدنه بأن البلدية تفتقر لعيادة نسائية حيث لم يتم تسطير أي مشروع يرتبط بإنجاز مستوصف أو عيادة نسائية للتوليد بالأحياء المعزولة عن وسط المدينة، فضلا يضيف آخر عن إجهاض مشروع قبل تجسيده يتعلق بإنجاز مسبح صحي خاص بالمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة التي تسببت فيها وبنسبة كبيرة إفرازات مصنع الإسمنت اليومية. شباب واعد في انتظار تجسيد الملاعب يجد الشباب في بلدية الرايس حميدو غرب العاصمة نفسه مضطرا للجلوس في المقاهي أو التوجه إلى شواطئ البحر التي تشهد حالة لا تحسد عليها، وذلك أمام نقص في المرافق الرياضية والترفيهية رغم أن البلدية عبارة عن منطقة جبلية، حيث لم يتم التجسيد الفعلي ل11 ملعبا جواريا الذي كان قد وعد بها المسؤولون قبل عدة سنوات، وهذا حسبهم بمعدل ملعب في كل حي بالإضافة إلى ال3 ملاعب المتواجدة سابقا، فضلا عن إدراج عدة مرات مشروع انجاز ملعب بلدي بأعالي سيدي الكبير وآخر للتدريبات اللذين لم يجد لهما السكان أي أثر إلى حد اليوم، بالإضافة إلى تعزيز دار الشباب المتواجدة وسط المدينة بقاعة متعددة الرياضات. كما عبر بعض من محدثينا عن استيائهم من الحالة التي هي عليها قاعة المطالعة التي تم استحداثها في الملحقة البلدية بحي سيدي الكبير التي لا تزال موصدة في وجه التلاميذ والطلبة. وفي هذا الشأن أسرت مصادر ل “السلام” أن الميزانية الإجمالية الأولية التي تم رصدها لتحقيق جملة من المشاريع الهامة قصد دفع عجلة التنمية بالبلدية إلى الأمام لعام 2011 قد بلغت ال 8 ملايير سنتيم، حيث من المنتظر أن تشمل بالإضافة إلى ما تم تحقيقة إلى حد الآن إعادة تهيئة وترميم الملعب الرياضي البلدي الذي اقتطع له سابقا مبلغ ال 600 مليون سنتيم. ميناء فرانكو.. الحلم الذي قد لا يتحقق! أما فيما يخص أشغال ميناء “فرانكو” للصيد والتسلية والترفيه فمن المرتقب أن تنطلق أشغاله في القريب العاجل حسب تصريحات المسؤول الأول عن البلدية بوجمعة زعيوى، كما من المفروض أن يحتوى على 65 باخرة صيد منها 21 باخرة للسمك وعدة مرافق تجارية وصناعية متعلقة بصناعة مشتقات الأسماك وكذا التقليدية، وهو الأمر الذي لم يخف شباب البلدية خاصة منهم المزاولون لمهنة الصيد اهتمامهم بهذا المشروع الذين أجمعوا على أن تجسيده أصبح حلما قد لا يتحقق، كما اعتبروه بالجد هام كونه سيسمح بخلق مناصب شغل وتعزيز الجانب السياحي في المنطقة. كما أنه سيساهم في تعزيز النشاط السياحي في المنطقة التي تستقطب شواطئها مع حلول موسم الصيف كل عام عددا لا يستهان به من المصطافين والسياح الأجانب وهذا لاختلافها بين الشواطئ الرملية والصخرية غير أن الإهتمام بها يبقى من الأولويات. مشيرين إلى أنه سيعمل على تطهير المكان من المنحلين أخلاقيا والمهووسين بالمخدرات والمهلوسين. مشروع 100 محل بلدي.. في مهب الريح وفيما يخص مشروع 100 محل بلدي الذي كان قد أقره رئيس الجمهورية سابقا تبقى بلدية الرايس حميدو من بين البلديات العاصمية التي لم يتم فيها تجسيد هذا المشروع الهام كما وصفه لنا معظم الشباب الذين التقينا بهم، حيث أكدوا على أنه يبقى مشروعا لا بد من تجسيده في الوقت الراهن، باعتبار المنطقة سياحية وساحلية بالدرجة الأولى وتجارية كذلك، فضلا عن أن شبابها يعاني البطالة التي عصفت به إلى مزاولة نشاطات حرة يجد إثرها صاحبها مجبرا على التخلي عنها بسبب الملاحقات شبه اليومية لرجال الشرطة، بالموازاة. وفي نفس السياق قال بعض الشباب في حديثهم ل “السلام” أنه من المستحسن في حال تجسيد هذا المشروع على أرض الواقع، أن يتم توزيع هذه المحلات على عدد من الأحياء خاصة منها المتمركزة في المناطق العلوية للبلدية بدل تجميعها في مكان واحد، وهذا حسب هؤلاء دائما مرده تزايد عدد المحلات التجارية وسط المدينة التي أضحت تشهد اختناقا مروريا يوميا. وكذا قلتها في المناطق المذكورة آنفا. في المقابل كان المسؤول الأول عن البلدية المتمثل في شخص بوجمعة زعيوة قد أكد وطمأن الشباب فيما يخص هذا المشروع، باعتبار حسب تصريحات زعيوى أن البلدية قد استفادت في وقت سابق من حصة 100 محل مهني على غرار باقي ولايات الوطن والتي تدخل في السياسة الوطنية المنتهجة من طرف رئيس الجمهورية الرامية إلى خلق مناصب شغل دائمة لفئة الشباب خاصة منهم أصحاب الشهادات الجامعية والمهنية، كون أن هذه المحلات ليس بالضرورة تخصيصها للنشاطات التجارية المحضة بل تتجاوز ذلك إلى الحرف المهنية فضلا عن الخدماتية، حيث تم الإنتهاء من تحديد الأرضية المناسبة التي من المتوقع إنجاز المشروع، مشيرا إلى أن المقاطعة الإدارية لباب الوادي هي من تقع على عاتقها مهمة الإنجاز مشيرا إلى أن سلطاته قد قامت بكل ما يوجب عليها. النقل المدرسي والمطاعم..هاجس الأولياء ويرى السكان خاصة منهم المتمدرسون والأولياء القاطنون في الأحياء الواقعة في أعالي البلدية، أن الوقت قد حان للتعجيل في استحداث منشآت تعليمية خاصة بالطورين الإبتدائي والثانوي وبدرجة أكبر المتوسط، فحسب تصريحهم ل “السلام” فإنهم قد استشاطوا غضبا من الوعود الزائفة التي أضحى لا يتردد المسؤولون المحليون في إطلاقها مع بداية كل دخول مدرسي عند انعقاد جمعية أولياء التلاميذ، حيث أبلغوهم مرارا أنه سيتم إنجاز متوسطة بالمكان المسمى جنان عباس يمكن لتلاميذ تلك الأحياء التمدرس فيها مع مطلع عام 2011، غير أن زيارتنا للمكان أبانت لنا غير ذلك حيث تمكنا من رؤية اللافتة فقط وهي تشير إلى أن هذا المكان سيحتضن مشروع المتوسطة دون تهيئة حتى الأرضية لذلك، علما أن بلدية الرايس حميدو لا تتوفر إلا على 8 ابتدائيات إثنان منها في أعالي البلدية والأخرى وسط المدينة ومتوسطة، بالإضافة إلى ثانوية واحدة ووحيدة تضم عددا هائلا من تلاميذ الطورين الثانوي والمتوسط باعتبار أن متوسطة حمزة بن عبد المطلب قد شهدت في السنتين الأخيرتين اكتظاظا لم تعرفه من قبل، ما استوجب نقل تلاميذ بعض الأقسام إلى ثانوية ابن خلدون المجاورة لها. من جهة أخرى أشار السكان ل “السلام” إلى النقص الفادح للمطاعم المدرسية التي تفتقر إليها معضم المدارس وهذا باستثناء المطعم الذي تم تدشينه العام الماضي في مدرسة بابا عروج بوسط المدينة وآخر لم ير النور بعد، والذي من المتوقع أن يكون في ابتدائية سيدي الكبير، حيث ينتظر تقديم ما يساوي 300 وجبة يوميا، بالإضافة إلى انطلاق أشغال إنجاز 5 مطاعم مدرسية موزعة عبر المدارس المتبقية الأخرى، وهو الأمر الذي قال عنه الأولياء أنه يبقى ضربا من الخيال. حتى أن أبناءهم سيظلون يقطعون ذهابا وإيابا ما يقارب ال 6 كيلومترات يوميا. خاصة إذا علمنا أن الجسر الذي انهار إثر فيضانات باب الوادي عام 2001 لم تتم إعادة بنائه وهو ما يضع الأولياء أمام الخطر الكبير الذي يحدق بأبنائهم مع العلم أن هذا الشطر من الطريق كان مسرحا للعديد من الحوادث المرورية المميتة. أحياء... ولكن للقمامة تعيش العديد من الأحياء ببلدية الرايس حميدو وضعا مزريا وكارثيا يندي له الجبين، وهذا نتيجة الأوساخ المترامية على جنبات الكثير من طرقاتها وتراكمها مشكلة أكواما من النفايات، مما يجعلها ملاذا للحيوانات الضالة كالقطط والكلاب خاصة مع تزايدها الملفت للإنتباه، وهذا رغم الحملات الدورية التي تسطرها باستمرار السلطات المحلية من أجل القضاء عليها. وهو ما دفع بسكان الأحياء الأكثر انتشارا فيها هذا الظاهرة برفع نداءاتهم المتكررة للمسؤولين بغية احتواء الوضع وتخصيص أماكن ثابتة لذك بدل تخلصهم من النفايات أمام سكناتهم وفي المنحدرات. غاز المدينة.. مطلب ضروري زيارتنا إلى بعض الأحياء السكنية الواقعة بأعالي بلدية الرايس حميدو أبانت لنا العديد من المفارقات كما راح سكانها يسردون لنا ويفصلون معاناتهم اليومية في فصل الشتاء وغيره مع قارورة غاز البوتان التي أضحت شغلهم الشاغل، خاصة أثناء العاصفة الثلجية التي شهدتها العاصمة على غرار العديد من مناطق الوطن أين بلغت المعاناة ذروتها، فهي أحياء تصنف تارة في خانة البنايات الفوضوية الواجب التعامل معها بحزم من أجل القضاء عليها، وتارة أخرى يتم تدعيمها ببعض المشاريع التنموية كربطها بشبكة الكهرباء والغاز كما هو حال بعض الأحياء الواقعة في منحدرات كثيرا ما تسببت الأمطار في إحداث العديد من الأضرار.