يشاهد المارة وسط مدينة تيسمسيلت و تحديدا في ساحة الشهيد برقاع المقابلة لمسجد بلال عشرات الأطفال يرمون بأنفسهم داخل النافورة التي تتوسط الساحة رغبة منهم في إنعاش أجسادهم من حرارة شمس الصيف فيخيّل إلينا أن الأمر عادي لكن ما يجب أن نعرفه هو أن المكان ليس مخصصا للسباحة أصلا و قد يشكل خطرا على الأطفال من حيث إمكانية تعرضهم لسقوط مميت على أرضيته الزلجة أو على الأنابيب الناقلة للمياه داخل و حول النافورة هذا إذا علمنا أن مياه النافورة شبه راكدة فهي لا تغير بصورة يومية و هي بيئة مناسبة لنمو مختلف أنواع الطحالب المائية التي تتغذى عليها الكثير من الكائنات المجهرية الحاملة لأمراض قد تفتك بصحة هؤلاء الأطفال و لعل الصورة أصدق تعبيرا من الكلام. و عند استفسارنا لهم عن سبب اختيارهم للمكان قصد "العوم" كانت إجابتهم البريئة هي افتقارهم لشراء تذاكر العوم في المسبح و حرمانهم من المشاركة ضمن أفواج المخيمات الصيفية على غرار أصدقاء لهم يكونوا قد استفادوا من التخييم و قصوا عليهم مغامراتهم على شواطئ البحر فأرادوا بدورهم الاستجمام و الترويح عن النفس بعد موسم دراسي شاق حافل بالدراسة و الجد و العمل. لكن ماذا لو حدث مكروه لقدّر الله لهؤلاء الأطفال من سيكون مسؤولا عن هذا؟ هل هي العائلة التي لا تعلم عن مكان أبنائها؟ أم هل هي النافورة و من يحرسها؟ أم هل هي الهيئات المكلفة بإرسال أفواج المخيمات الصيفية التي تعجّ بها شواطئنا؟ أم هي المسابح العامة الغير مجانية؟ أسئلة كثيرة تطرح نفسها و تبقى من دون إجابة... فهل من مجيب ؟؟؟