فشل العداء الجنوب أفريقي أوسكار بيستوريوس من التأهل إلى أولمبياد بكين 2008 بعدما قطع مسافة 400م في توقيت... في توقيت 46 ثانية و 25 جزء من المائة ،أي بعيدا عن الحد الأدنى المطلوب للمشاركة في الألعاب الأولمبية والمقدر ب45 ثا و 55ج م، ولكن العداء لايزال يملك فرصة أخرى لحضور الموعد الأولمبي في حالة اختياره من طرف المديرية الفنية للاتحاد الجنوب الأفريقي ضمن فريق التتابع أربع مرات 400متر. بيستوريوس يجري في إحدى سباقاته يبدو هذا الخبر عاديا بحكم وجود رياضيين كثيرين، ومن بلدان عديدة، لم يظفروا بعد بحق المشاركة في الألعاب الأولمبية المقررة بالعاصمة الصينية بكين..ولكن من المؤكد أن الخبر سرعان ما يتحول إلى الغرابة ، وسيثير الدهشة والعطف والإعجاب في آن واحد تجاه هذا العداء الظاهرة ، وذلك لسبب بسيط وهو أن الشاب أوسكار بيستوريوس ولد بدون قدمين وهو يعتمد في تحركاته على ساقين اصطناعيتين. ولد بيستوريوس ببريتوريا يوم 22نوفمبر/ تشرين الثاني1986 ، ولكن بدون قدمين وقد اضطرت عائلته لإخضاعه لعملية بتر ساقيه الاثنتين لما كان عمره إحدى عشرة شهر فقط . وقد ظهر تعلقه بالرياضة منذ صغره ، و كان يمارس ألعاب القوى رفقة أقرانه من ذوي الاحتياجات الخاصة ( المعاقين) فقط .. وقد شارك في أولمبياد المعاقين سنة 2004 بأثينا اليونانية واحتل المرتبة الثالثة لسباق 400متر لفئة " ت44" التي تظم فقط العدائين الفاقدين لساق واحدة ، ثم نجح خلال نفس التظاهرة من التتويج بالميدالية الذهبية لسباق ال200م لنفس الفئة بتوقيت جيد ( 21 ثا و 97 جم ) رغم تعرضه للسقوط في سباق التصفيات . بيستوريوس ينظرالى ساقيه الاصطناعيتين وواصل بيستوريوس تألقه في العام الموالي ولكن بصورة جد ملفتة حين احتل المرتبة السادسة لسباق ال400م في بطولة جنوب أفريقيا لألعاب القوى للأصحاء .. وليس للمعاقين . ثم حسن مركزه عاما آخر من بعد حيث احتل ،في شهر مارس 2007، المرتبة الثانية وبتوقيت لابأس به ( 46ثا و 56جم ) ولكن دون أن يتمكن من تحقيق الحد الأدنى المطلوب للمشاركة في بطولة العالم لألعاب القوى ،التي جرت في شهر أغسطس من نفس السنة بالعاصمة اليابانية اوساكا. التألق المميز لهذا العداء الظاهرة دفع بالاتحاد الدولي لألعاب القوى للقيام بدارسة تقنية حول ايجابيات وسلبيات الأرجل الاصطناعية الخاصة التي يجري بها بيستوريوس ( تبلغ قيمتها 20الف يورو ) وقد أسندت المهمة للبروفيسور الألماني بيتر بريغمان من معهد الرياضة لمدينة كولون الألمانية ، وكشف عن نتائجها الاتحاد يوم 14 يناير / كانون الثاني 2008. ويدعي فيها " أن الأرجل الاصطناعية المستعملة من طرف الجنوب أفريقي بيتر بيستوريوس تمنحه أفضلية على العدائين الأصحاء " وبالتالي فقد قرر المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى عدم السماح لبيستوريوس من المشاركة في أولمبياد بكين ولا في أي منافسة منظمة من طرف الاتحاد الدولي للعبة" .و قد جاء هذا التقرير رغم أن كل المتتبعين لسباقات البطل الجنوب أفريقي لاحظوا أن انطلاقاته تعد جد بطيئة مقارنة بالعدائين العاديين ، وأنه يجد صعوبة كبيرة في المنعرجات .... المهم أن بيستوريوس لم يفشل فقدم طعن لدى المحكمة الرياضية الني أنصفته وأعلنت يوم 16 مايو الماضي عن قرارا مخالفا للاتحاد الدولي لألعاب القوى ويوضح أن أوسكار بيستوريوس يمكنه المشاركة في أولمبياد بكين في حالة تحقيقه للحد الأدنى المطلوب . ورغم هذا القرار الرسمي إلا أن الاتحاد الدولي لألعاب القوى لايزال يبدي تحفظات حول مشاركة بيستوريوس في الأولمبياد ،خاصة في حالة تواجده ضمن فريق التتابع لمنتخب بلاده جنوب أفريقيا ، وقد عبر الاتحاد عن ذلك صراحة على لسان أمينه العام ،بيار وييز، الذي صرح في بداية الأسبوع " من الواضح أن قرار المحكمة الرياضية سيطبق على كل سباقات ألعاب القوى ،ولكن في حالة جريه ضمن كوكبة من العدائين فانه توجد إمكانية كبيرة في أن يتعرض هو شخصيا أو عداء آخر للسقوط". وتابع بنبرة صارمة " لقد تأهل الفريق جنوب أفريقي للتتابع 4مرات 400 متر بدون بيستوريس ، وإذا تم اختياره ضمن الفريق فان هذا يعني أنهم سيقصون عداءا آخرا . ..أعلم أن القرار من صلاحيات مسئولو الاتحاد الجنوب أفريقي لألعاب القوى واللجنة الاولمبية للبلد،إلا أننا نفضل أن لا يعتمدوا عليه ،وذلك لأسباب أمنية. الكرة إذن هي في مرمى الإدارة الفنية لمنتخب العاب القوى لجنوب أفريقيا وهي المسؤولة الوحيدة في إمكانية إرسال الشاب "المعجزة " إلى بكين