ما يزال الوضع الصحي لتلاميذ المدارس بولاية تيسمسيلت، يشهد تدهورا ملحوظا جراء انتشار العديد من أمراض سوء النظافة، حيث سجل القائمون على الصحة المدرسية خلال الموسم الدراسي السابق، عشرة أنواع من الامراض منها الجرب ب : 763 حالة والقمل ب : 1270 حالة. ويرتبط هذا الوضع بتدهور الوضع الاجتماعي والمستوى المعيشي لسكان هذه الولاية التي تعد من بين اكثر الولايات فقرا وحرمانا رغم ما سجلته الصحة المدرسية فيها من تطور في الامكانات المادية والبشرية، حيث يقدر عدد الوحدات الكشفية ب : 13 وحدة موزعة عبر القطاعات الصحية الثلاثة منها 9 وحدات للكشف والمتابعة الدائمة تتمركز 6 منها في المؤسسات التعليمية ويشرف على تأطيرها في المجموع 12 طبيبا عاما، 6 جراحي الأسنان، طبيبان نفسانيان و10 شبه طبيين. ومن خلال الفحوص والتحريات الصحية التي قامت بها مصالح الصحة المدرسية في المؤسسات التعليمية، والتي مست 57144 تلميذ من مجموع 73882 تلميذ، تبين ان مثل هذه الامراض التي لها علاقة بتدني الوسط الاجتماعي والبيئي، لا تزال مستفحلة في وسط المتمدرسين كالجرب والقمل، والأمر لا يبدو برأي العارفين غريبا إذا علمنا ان معظم المؤسسات التعليمية تعاني من ازمة غياب الماء، بالإضافة الى تدهور محيطها البيئي، فمعظم البلديات عجزت في السنوات الاخيرة عن التكفل بمثل هذه الجوانب الاساسية بسبب العجز المالي من جهة، وقصر نظر بعض مسؤوليها في مدى ادراك الانعكاسات السلبية لتنامي هذه الظواهر في الوسط المدرسي، ويأتي في مقدمة هذه الأمراض المسجلة تسوس الاسنان ب: 11763 حالة تضاف اليها 1170 حالة للتشوهات الخلقية و2751 حالة لأمراض العيون ونقص حدة البصر، ويتضح جليا ايضا أن هذه الامراض لم تقتصر على مؤسسة دون غيرها بسبب انتشار الفقر. وكشفت الفحوصات الطبية أيضا عن وجود 399 تلميذ يعانون من صعوبة التمدرس. وفيما يتعلق بالأمراض المزمنة تم اكتشاف سبع حالات لفقر الدم تم التكفل بها. كما واصل داء الجرب تغلغله في وسط التلاميذ خلال الموسم الدراسي الحالي، حيث ذكرت تقارير مديرية الصحة، أنه تم تسجيل خلال الفصل الاول من السنة الدراسية الحالية 362 حالة، ونفس الشيء بالنسبة لمرض تسوس الاسنان، حيث سجلت 3577 حالة تم التكفل ب 1020 حالة منها. وأمام التنامي الخطير لأمراض الفقر في تيسمسيلت، سطرت مديرية الصحة بالتنسيق مع مديرية التربية برنامج عمل مشترك من اجل القيام بحملات الاتصال الاجتماعي والتربية الصحية في الوسط المدرسي، سيدوم الى غاية نهاية الموسم الدراسي، بالإضافة الى تنظيم ايام دراسية للتوعية والتسحيس بمشاركة كل المعنيين بالأمر، وقد كانت دائرة ثنية الحد أول دائرة تحتضن إقامة مثل هذه الأيام الدراسية، التي خرج منها المشاركون بعدة توصيات، منها ضرورة تكفل الهيئات المعنية بتوفير مياه الشرب والحفاظ على النظافة من خلال مجهودات البلدية وشراء معجون الأسنان والفرشاة من حساب مديرية التربية، باعتبار اليوم الدراسي كان حول صحة الفم والأسنان، فيما اسندت مهمة التوعية والتحسيس لجمعية اولياء التلاميذ. ويأمل المختصون أن تتوج هذه التوصيات بالتجسيد على أرض الواقع حتى لا تبقى رهينة الأدراج. يومية ''المساء'' بتاريخ 05/01/2009