أحصت المصالح الصحية لولاية الطارف، أزيد من 600 حالة لمرض فقر الدم الوراثي منها 212 حالة بالوسط المدرسي، وتعود الأسباب إلى مظاهر الفقر والبؤس، خاصة في المناطق الريفية، وإلى تقاليد المنطقة المحافظة على زواج الأقارب. وسبق "للمساء" أن أشارت إلى تلاميذ الأرياف الحدودية، الذين ينتقلون نحو مدارسهم قاطعين عشرات الكيلومترات دون إطعام، ناهيك عن عوز عائلاتهم التي تقتات من طبيعة قاسية، فقد أحصت مصالح اجتماعية ولائية عدد الفقراء بأكثر من 40 ألف عائلة تعيش تحت أقصى درجات الفقر، و80 ألف بيت قصديري، أين تنتشر القمامات وتغيب قنوات الصرف الصحي، وأدنى شروط النظافة في المدارس، ما ساهم في ارتفاع نسبة أخطار الأمراض والأوبئة، حيث أحصت 119 حالة للقمل عند التلاميذ، كما تم تسجيل 150 حالة للجرب، وهو مرض معد ينجم عن انعدام شروط النظافة، مع تسجيل أمراض أخرى جانبية، كالرمد الحبيبي، وضعف البصر، والسل والربو وتسوس الأسنان، رغم المجهودات والإمكانات التي وفرتها مصالح الصحة الولائية للطارف، ممثلة في الدكتور محمي بن فريحة، خاصة الموجهة للصحة المدرسية بتواجد عشر وحدات للكشف تتابع 85 ألف تلميذ في مختلف المراحل. إن الوضع ينذر بالخطر ويحتاج إلى تحرك سريع وفعال لوزارة الصحة والمصالح المركزية القريبة من الملف، فقد بلغ الأمر بتلاميذ الارياف إلى أخذ وجبات تقليدية غنية بالسكريات، لتفادي الجوع، وهناك العشرات منهم توقفوا عن الدراسة نتيجة العزلة والحرمان الذي بلغ أوجه في الولاية.