كان لجدتي بعض الدجاجات ترعاهم، وأقامت لهم خما لتحفضهم من أي مكروه ، وفي صباح كل يوم تطلق سراحهم لبرهة من الزمن ثم تشير لهم بكفها الفارغ فتتسابق الدجاجات نحو جدتي فتدخلهم، لتعود وقت فراغها لتتفقد كل واحدة إن كانت عل وشك وضع بيضتها بتقنية علمية معمول بها في مجالات الصحة، حتى الآن تطبق على الأشخاص لتشخيص بعض الأمراض، حيث كانت تضع أصبعها في مخرج الدجاجة لتعرف على الفور وقت وضع حبة البيض، وفي إحدى المرات قامت بالتقنية وقالت: سأمنح ابني حبة بيض بعد ساعة ... فلم أعطي الأمر اهتمام إلى أن سمعت دجاجة تصرخ فاتجهت مسرعا لعلني أنقذها من ما أصابها ويجدي نفعا، أما جدتي جاءت بخطا ثابتة ثم قالت لي : أعلم يا بني إن سمعت الدجاجة تصرخ فالسبب أنها تلد بيضة زهيدة الثمن وتملأ الدنيا صراخا،عندها فكرت في الأمر مليا وقلت في قرارة نفسي، " قد يتعلق الأمر بموضع الألم "، ولم أعد اكترث لصراخ الدجاج أما ما لم أعرف سره هو تعاطي الأخريات بنفس الصراخ دون بيضة ولا ألم. عبد القادر من سفح الجبل