صورة سكنات أريف تجمع كل المظاهر على تردي الوضع الاجتماعي والتنموي بحي 146 مسكن او ما يسمى بالتساهمي بوسط عاصمة الولاية تيسمسيلت إذ ما تزال شظايا البؤس والشقاء تتطاير عبر زواياه تصيب أجساد قاطنيه المنتمين لعائلة من كادوا أن يكونوا رسلا من جهة وتنسج خيوط معاناة " محتومة " تمضي في صمت دون أن تنتفض لها ضمائر المسؤولين المحليين الذين يبدوا أنهم قطعوا صلة الرحم مع عائلات كثيرا ما شكلت في أذهانهم وعاءا انتخابيا يتم الاستنجاد بأصواته لبناء مشروع عهدة عمرها خمس سنوات يقضيها هذا المنتخب او ذاك تحت سقف " لاميري او الابيوي " على حد سواء .. لا يختلف اثنان في تصنيف هذا الحي ضمن الأحياء المتخلفة تنمويا كونه لا يمت بأي صلة الى المحيطات والمواقع السكنية الحضرية بسبب افتقاره لأبسط أوجه التهيئة التي عادة ما تتصدر صفحات تقارير نشاطات المسؤولين بداية من غياب الأرصفة وعدم تزفيت الطرقات ذات الطابع الترابي التي يتعذر السير عليها كلما فتحت السماء أبوابها مرورا بضعف الإنارة العمومية التي لا تتطلب اكثر من تقوية الزوايا المظلمة بالنقاط الضوئية وتصليح المصابيح المعطلة لتفادي تفاقم وتسهيل نشاطات وتحركات مستهدفي أعناق وأرزاق البشر وصولا الى تردي الوضع البيئي بفعل تراكم النفايات والأوساخ التي تحاصر وتخنق كل منافذ الحي في ظل عدم إزالتها ورفعها من قبل عمال النظافة ما جعل الحي يتحول الى بؤرة رئيسية لتفريخ وتصدير شتى الأوبئة والأمراض وسط السكان خصوصا شريحة الاطفال الذين لم يجدوا امامهم سوى المساحات المزينة بأنواع القمامات لإفراغ شحنات مرحهم ولعبهم وهناك تتعفن فيه إنسانية وبراءة أطفال في عمر الزهور يحيون مع كل فجر جديد على ثقافة المزابل التي لا مفر منها أمام غياب مرافق الترفيه ومساحات اللعب التي يظل انجازها ضمن آخر اهتمامات المسؤولين ومن بين اهم المعوقات والصعاب التي باتت تعترض حياة قاطني هذا الحي " المنكوب " عدم حصولهم على عقود الملكية أضحت تشكل لهم وسواسا بسبب طول مدة تسوية وضعيتهم التي مر عنها قرابة 15 سنة من دون أن تعرف طريقها الى الحل على اعتبار ان الاستفادة انطلقت من حصول المستفيدين على قطع ارضية عام 1996 وبعد ميلاد برنامج السكن التساهمي سنة 2000 احتضنت مساحات القطع اول تجربة لهذا النمط السكني بتيسمسيلت بمجموع 146 وحدة سكنية انتهت الاشغال ب 42 وحدة منها عام 2006 فيما تزال البقية تصارع عجز وفشل وحدة الانجاز والصيانة " اي آر ام تي " في اتمام حلقات بنائها رغم دفع المستفيدين لمبالغ مالي قدرها 40 مليون سنتيم كمساهمة شخصية الامر الذي ادى الى تحول الكثير من السكنات غير المكتملة الى اوطار لممارسة شتى طقوس وصنوف الممارسات غير الشريفة في طليعتها احتساء المشروبات الروحية ابطالها منحرفون وشواذ بسطوا قوانينهم في مشاهد دعت السكان الى التساؤل عن حدود سيطرة القانون في ردع هكذا حالات وظواهر مزقت نسيج الوازع الاخلاقي والديني