سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رمضان القنوات الخاصة. سفيان مالوفي، مدير وكالة "ميديا أند سيرفي" ل"صوت الجلفة": "أحصينا أكثر من 150 منتوج تلفزيوني خلال شهر رمضان أغلبها من إنتاج وطني"
"سفيان مالوفي" هو مدير ومؤسس وكالة "ميديا أند سيرفي" المتخصصة في الدراسات التسويقية وقياس نسب المشاهدة والأداء لمختلف وسائل الإعلام. منذ سنة 2011، يركز "سفيان مالوفي" دراساته على المجال السمعي البصري وأداء القنوات التلفزيونية الخاصة. ويتناول "سفيان مالوفي" في هذا الحوار مع "صوت الجلفة" أداء القنوات التلفزيونية الخاصة خلال شهر رمضان وحجم سوق الإشهار وكذا وضع القنوات العمومية في ظل تنامي المنافسة. صوت الجلفة: رمضان 2013 يتميز بتعدد القنوات الخاصة التي منحت المشاهد الجزائري تنوعا في شبكات البرامج، ما هو تقييمكم لأداء القنوات التلفزيونية بعد أسبوع من بداية شهر رمضان؟ سفيان مالوفي: أولا، من الضروري التذكير بأن رمضان سنة 2013 يتميز بدخول عدة قنوات تلفزيونية خاصة إلى المشهد السمعي البصري الجزائري الذي زاد غنا وتنوعا بعد أن اكتشفنا خلال شهر رمضان السابق قنوات "الشروق تي في" و"النهار تي في" و"الجزائرية". كملاحظين للمجال الإعلامي في الجزائر، يمكننا القول أن هذه السنة تكتسي طابعا خاصا رغم أوجه الشبه مع السنة الماضية التي عرفت ظهور قنوات خاصة جديدة زعزعت ريادة القنوات العمومية في انتظار أن نحلل معطيات الاستهلاك ومعطيات المشاهدة حتى يتسنى لنا الإجابة بصفة فعالة وصحيحة على سؤالكم الذي يتضمن تقييما نوعيا وتقييما كميا. ما يمكن أن أؤكده هو أن وكالة "ميديا أند سيرفي" المتخصصة في قياس أداء وسائل الإعلام في الجزائر خاصة القنوات التلفزيونية قامت، بعد إعلان كل القنوات الخاصة والعمومية عن شبكة برامجها وأبرز البرامج الخاصة بشهر رمضان، بتحليل ودراسة أولية أثبتت أن التنوع هو العنوان الرئيسي لبرامج القنوات التلفزيونية هذه السنة. لقد أحصينا أكثر من 150 منتوج تلفزيوني من بينها 80 بالمائة إنتاج وطني وهو ما اعتبره مؤشرا جيدا. كيف وجدتم البرامج المقترحة من طرف هذه القنوات من الناحية النوعية؟ وهل استطاعت القنوات الخاصة استقطاب المشاهد الجزائري وجعله وفيا لبرامجها؟ فيما يخص جودة البرامج فهي تحدد بعديا وهو ما يستوجب بذل مجهود نوعي في إنتاج البرامج وفي طريقة برمجتها في الشبكة حسب الأهداف التسويقية المحددة مسبقا بالإضافة إلى تحسين طريقة الترويج لهذه البرامج للتأسيس لإستراتيجية "المواعيد التلفزيونية" التي تعتبر أحسن طريقة لتحسين نسب المشاهدة. من جهة أخرى، الحديث عن استقطاب المشاهد وجعله وفيا لقناة تلفزيونية ما يقودنا إلى الحديث عن الأثر النوعي لشبكة البرامج للقنوات التلفزيونية لدى المشاهدين وهو ما يحتم على هذه القنوات التعامل مع معاهد متخصصة في هذا النوع من الدراسات من أجل تحقيق هذا النوع من المقاربة الضرورية للتقييم النوعي لأي برنامج. أما بخصوص جعل المشاهد وفيا لأي قناة، فيمكن لأدوات القياس الخاصة أن تمنحنا مثل هذه المعلومة الضرورية للتثمين النوعي لأداء أي برنامج، لكننا يمكن أن نقول أن القنوات الخاصة بإمكانها أن تحقق أرقاما جيدة خلال شهر رمضان لهذه السنة خاصة في ظل غياب عروض منافسة من طرف الفضائيات العربية كمجموعة "أم بي سي" بالنظر إلى الوضع الحالي في مصر وسوريا والتي تعتبر من أكبر منتجي البرامج الرمضانية في العالم العربي والذي يقابله العرض الغني والمتنوع للقنوات الخاصة الجزائرية. وعلى كل، يمكننا العودة إلى الموضوع بعد نهاية شهر رمضان لنمنحكم أكثر تفاصيل حول مؤشرات أداء كل القنوات الخاصة الجزائرية وكذا العمومية ونسبة المشاهدة ونسب الوصول مفصلة حسب خصوصية كل قناة حتى نكون دقيقين في تقييمنا. لماذا تفضل جل الماركات الجزائرية شهر رمضان للترويج لمنتجاتها وهل الحملات الدعائية خلال الشهر الكريم أكثر فعالية من باقي أيام السنة؟ تعلمون أن كل الماركات الجزائرية تعودت على أخذ الكلمة خلال شهر رمضان لعدة أسباب، موضوعية وغير موضوعية. من المعروف أن نسبة المشاهدة للقنوات الجزائرية ترتفع خلال هذه المرحلة خاصة إن أخذنا كمرجعية رمضان 2012 حيث حققت كل القنوات، الخاصة والعمومية، أرقام ونسب مشاهدة عالية وهو ما يمنح هذه الماركات رؤية في القنوات التلفزيونية أكثر وضوحا من باقي السنة أين تتذبذب نسبة المشاهدة وتنخفض. يجب أيضا أن أوضح أن الإعلام المرئي يمنح أكبر وأحسن "تحفيظ اشهاري" (ترسيخ الصورة لدى المشاهد) وهو ما يبرر من وجهة النظر التسويقية كثرة الإعلانات خلال هذه الفترة التي تصبح لدى بعض الماركات موسمية. بالمقابل، لا يمكن الحكم بصفة قطعية حول أثر ونتائج ما بعد هذه الحملات الدعائية بسبب التأثير العكسي للتشبع وظاهرة "الأنفاق الإشهارية" في القنوات التلفزيونية وتأثير انتقال المشاهد من قناة غلى أخرى خلال فترة عرض الإشهار (زابينغ) وهي معطيات استهلاكية غالبا ما لا تخذ بعين الاعتبار للأسف من طرف مخططي الحملات خلال هذه الفترة من السنة. قد يكون التكرار ايجابيا في بعض الأحيان لكن في شهر رمضان، الومضات الإشهارية المكررة والطويلة التي تتجاوز مثلا 09 دقائق القانونية في فرنسا تحدث أثرا عكسيا وتصبح بالتالي مضرة ومشوشة لحملات بعض الماركات. ما هو حجم السوق الجزائرية للإشهار في مجال السمعي البصري مع بداية الانفتاح؟ عرفت سوق الإشهار في الجزائر تطورا ملحوظا بسبب ظهور قنوات تلفزيونية خاصة جديدة وتخفيض أسعار الإشهار فيها ومجهودات وكالات الإشهار لإقناع زبائنهم بضرورة تسجيل حضور وتحقيق رؤية على القنوات التلفزيونية وهو ما أدى إلى تضاعف عدد المعلنين في الجزائر الذي وبالرغم من هذا التطور يبقى ضعيفا مقارنة بجيراننا في تونس والمغرب. سيكون من المبكر إجراء مقارنة بين حجم الإشهار في القنوات التلفزيونية وحجمه في باقي وسائل الإعلام لكن ملاحظتنا الأولية لتطور سوق الاستثمارات الإشهارية تسمح لنا بتوقع أن يتزايد حجم الإشهار على القنوات الخاصة ككرة الثلج رغم أن حجم هذه الاستثمارات الإشهارية على القنوات الخاصة يبقى ضعيفا هذه السنة مع العلم أن معظم المعلنين يفضلون توجيه ميزانيتهم الدعائية نحو رعاية البرامج وهذا الخيار راجع بالأساس إلى الطبيعة القانونية للقنوات الخاصة. هل سيؤثر تعدد القنوات والبرامج التلفزيونية خلال شهر رمضان على ميزانية القنوات العمومية التي ستخسر حتما مساحة كبيرة مع ظهور القنوات الخاصة؟ من الخطأ الاعتقاد أن القنوات العمومية تعتمد حصريا في تمويلها على مداخيل الإشهار. في حقيقة الأمر، مداخيل الإشهار لا تمثل سوى 40 بالمائة من ميزانية القنوات العمومية في حين يأتي الباقي من إعانات الدولة. القنوات العمومية تبقى تمثل الخدمة العمومية بامتياز وبإمكانها العيش من دون مداخيل إشهارية بما أنها ممولة بنسبة 60 بالمائة من طرف الدولة. لكن القنوات العمومية اليوم أمام حتمية التأقلم مع التطور الكمي والنوعي للعرض التلفزيوني الجزائري وذلك من خلال تحسين الأداء والبرامج حتى لا تبقى آخر من يتطور في المشهد السمعي البصري الجزائري. الخدمة العمومية هي مهمة خاصة وضرورية لتوازن المجتمعات وإلى الاتصال الحكومي وبالتالي فإن التحدي القادم سيبقى تنظيم سوق السمعي البصري في الجزائر وتنظيم سوق الإشهار وسوق سبر الآراء بقوانين لم ترى النور إلى يومنا هذا لأسباب تبقى مجهولة.