منح رئيس حركة مجتمع السلم "عبد الرزاق مقري" حوارا للجريدة الإلكترونية "صوت الجلفة" تطرق فيه إلى رئاسيات 2014 والاتهامات التي تطال "حمس" دوريا. الرئيس بوتفليقة صرف النظر خلال آخر مجلس وزراء عن قضية التعديل الدستوري، هل يعني ذلك في رأييكم أنه قرر عدم الترشح وما الذي سيغيره هذا القرار في مشهد رئاسيات 2014؟ في الحقيقة، القرائن المتوفرة تشير إلى أن مسألة تعديل الدستور أصبحت مسألة منتهية وكأنه غير ممكن تعديل الدستور قبل الانتخابات الرئاسية. أما فيما يتعلق بترشح الرئيس بوتفليقة فالشيء الوحيد الذي سيمنعه من ذلك هو وضعه الصحي الذي ليس جيدا، فالمعيار الوحيد هو صحته ويبدو أن وضعه الصحي صار صعبا جدا في هذه المرحلة الأخيرة لذلك فالكثير من المؤشرات تدل على أنه لن يتشرح ولكن تبقى السياسة في آخر المطاف تتقلب في كل وقت. أما عن ما سيغيره ذلك في المشهد، فالأمر الوحيد الذي يمكنه أن يحدث فرقا هو أن لا تكون الانتخابات مزورة سواء ترشح الرئيس بوتفليقة أو غيره، أما إذا كانت الانتخابات مزورة فلا يوجد فرق، العامل الوحيد الكفيل بالتأثير في المشهد هو أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة. هل فصلت الحركة في قضية المشاركة في الانتخابات الرئاسية؟ نحن نشتغل غلى ثلاثة خطوط: الخط الأول هو البحث عن التوافق الذي نعمل من أجله منذ شهر جوان من خلال مبادرة "ميثاق الإصلاح السياسي" التي عرضناها على كل الطبقة السياسية وتأكد بأن أحزاب الموالاة للجهات الرسمية لا تريد التوافق ولا تريد النقاش تماما حول مستقبل الجزائر مع الطبقة السياسية فصار جهدنا كله في اتجاه محاولة تشكيل توافق داخل المعارضة ونحن نشتغل في نفس الوقت على محاولة ضمان نزاهة الانتخابات. الحركة تطرح إذا ثلاثة توجهات كلها واردة وهي التوافق أو المقاطعة أو الترشح باسم الحركة ونحن ندرسها جميعا في الوقت الراهن ونجمع المعطيات ونكثف الاستشارات على أن نعود إلى مجلس الشورى الوطني للفصل في الموضوع. تنتقدون دوريا المواقف الجزائرية خاصة تجاه دول "الربيع العربي"، وتزداد الحدة عندما يتعلق بدول تحكمها أحزاب من نفس توجهكم، ما ردكم على من يقول أن مواقفكم لها خلفية إيديولوجية؟ الحركة طول حياتها مع الحريات ومع الديمقراطية لذلك وقفنا مع أحزاب ليست مسلمة أصلا سواء في أمريكا الجنوبية أو في إفريقيا ونحن وقفنا ضد الانقلاب في مصر لأنه انقلاب عن الديمقراطية وهذه مسألة مواقف ومبادئ وقيم وأخلاق. نحن في الحركة نريد الخير لأمتنا العربية الإسلامية لكن بالهيمنة والسيطرة والانقلابات وبسفك الدماء وبالسجون لن تفلح الأمة العربية ونحن جزء من هذه الأمة فلذلك رفضنا الانقلاب الذي وقع في مصر. الموقف مبدئي ولكن لما يتعلق الأمر بحزب عربي ستكون عاطفتك أكثر من أن يكون الحزب في أمريكا أو أوروبا، الحركة تقف ضد الظلم من الناحية المبدئية لكن لما يكون المظلوم أقرب إليك فأنت بكل تأكيد تكون مشاعرك أكثر. موقفنا مبدئي ولا علاقة له بالتقارب الإيديولوجي. ما ردكم عن من يتهمكم بتلقي الدعم المالي من قطر؟ هذا كذب وافتراء فحتى الرسول عليه الصلاة والسلام اتهم بتلقي الدعم من جهات خارجية لكن هذا حال كل من يرد الإصلاح والتغيير. ما الذي جعل زعماء قريش يكذبون على رسول الله؟ لأن مشروعه تغييري وإصلاحي ويهدد بزعزعة مصالح هؤلاء المسيطرين على الثروة والسلطة فمن يتضرر من الإصلاح يحاول أن يتهمك ولكن هذا أمر طبيعي ونحن نتعامل معه بشكل طبيعي لأننا نعرف أن حبل الكذب قصير. الذين لهم علاقة بقطر هم المسؤولين الجزائريين فالقطريون يأتون للصيد كل اليوم في الهضاب العليا والصحراء الجزائرية ويصطادون جزء من ثروتنا الحيوانية النادرة بالتعاون والتواطؤ من السلطات الجزائرية وهناك شراكات كبيرة جدا بين المسؤولين الجزائرين والأمراء القطريين وهناك عمل سياسي كبير جدا وصداقات شخصية وعائلية مع الأسرة الحاكمة، فهذه الاتهامات ينطبق عليها مثل "رمتني بدائها ثم سلت" ونحن لا علاقة لنا على الإطلاق بهذه الجهات ولا نعرفها وما نقوم به هو النضال والكفاح من أجل وطننا. هل الحركة حققت مكاسب أكثر في زمن سلطاني المشارك في الحكومة أو مقري المعارض؟ ليس الدكتور مقري هو الذي اختار الخروج للمعارضة ولكن المؤسسات الحزبية هي التي قررت ذلك خلال فترة رئاسة الشيخ السلطاني أي 06 أشهر قبل انعقاد المؤتمر. يعني في عهد الشيخ أبوجرة قرر مجلس الشورى بأغلبية ساحقة الخروج للمعارضة ولكن لما جاء المؤتمر الذي كان يمثل تحول في الرأي العام داخل الحركة اختار المؤتمرين الشخص الذي رأوه يتلاءم مع التوجه الجديد فإذا أنا نتيجة تحول وقع داخل الحركة ولست أنا من صنع التحول. أما من حيث التقييم، فالحركة خسرت من المشاركة في الحكومة وسبب ذلك انشقاقات والذين كانوا يتصارعون فيما بينهم هم من كانوا يمثلون خط المشاركة في الحكومة أما نحن (المعارضون) فكنا نمثل أقلية ولا علاقة لنا بالصراعات التي وقعت. إذا المشاركة في الحكومة تسببت في صراعات وعطلت الحركة من أداء دورها في مرحلة من المراحل ولما ثبت أن الإصلاح من الداخل غير ممكن تحول الرأي العام (داخل الحركة). يجب التذكير أننا في البداية شاركنا من أجل ضمان استقرار البلد ثم في المرحلة الثانية قلنا أنه مادام الجزائر استقرت، يجب البقاء في الحكومة من أجل الإصلاح من الداخل ولما تأكد أنه غير ممكن، عندئذ خرجنا إلى المعارضة. وبالمناسبة، لسنا نحن فقط من كان في الحكومة ثم خرج للمعارضة، الآن كل المرشحين الأساسيين كانوا في السلطة كمثال بن فليس وبن بيتور وحمروش وكل التيارات الأخرى حاولت الإصلاح من الداخل كحزب "الأفافاس" الذي شارك في الحكومة طيلة سنوات وكذلك علي يحيى عبد النور الذي يعتبر من أكبر المعارضين كان في يوم ما وزيرا وحزب "الأرسيدي" كذلك كان في الحكومة. كل الأحزاب والتيارات حاولت أن تصلح من الداخل ولكن ثبت أن تحقيق هذا الهدف غير ممكن. ما رأيك في زيارات الوزير الأول عبر ولايات الوطن؟ ماذا يفعل الوزير الأول اليوم؟ هو يزور الولايات ويوزع في الإرباح كزمن الاشتراكية بعيدا عن المعايير الاقتصادية لأن الاقتصاد لا يدار هكذا ويستوجب رؤية اقتصادية وفيه ميزانيات وقانون مالية يضبط هذه الرؤية الاقتصادية والاقتصاد يكون من خلال تأسيس المؤسسات الاقتصادية التي تعطي قيمة مضافة خارج المحروقات حتى يرتفع الناتج الجمالي الخام وخلق مناصب عمل دائمة وليس من خلال توزيع الريع. دور رئيس الحكومة هو تشجيع الاقتصاد والتنمية من خلال المؤسسات في الفلاحة والصناعة والخدمات وضمان سنن الحوكمة الجيدة أما وزير أول يمشي في الولايات ويوزع الريع هكذا فهذه حملة انتخابية واضحة وصراحة لقد اختلطت علينا الأمور الآن هل هي حملة انتخابية لصالح بوتفليقة أو لصالح سلال. إنه أمر مؤسف حقا.