إلى الزميل حفيظ دراجي… لقد قرأت رسالتك التي وجهتها لفخامة رئيس الجمهورية وقرأت ما فيها من حقد على هذا الرجل الذي قدم للجزائر الكثير، فالرسالة تستهدف شخص الرئيس أكثر مما تستهدف برنامجه السياسي… الانتقام الذي تتكلم عنه يا حفيظ لا يمكن أن يقوم به شخص يمتلك ثقة الشعب، بل يفعله شخص تم إبعاده من التلفزيون، ويقوم بقصف الناس من قطر عبر جزيرتك، الجبروت الذي ذكرته يا حفيظ هو الذي مارسته في مؤسسة التلفزيون عندما كنت رئيسا للقسم الرياضي، ولو كنت وفيا لما هجرت التلفزيون الذي علمك الصحافة والتعليق الذي تقتات منه اليوم في الجزيرة، أريد أن أقول لك يا زميلي أنك لا تمثل الشعب ومن أخبرك بأن الشعب غير موافق على ترشح الرئيس وغير راض عن انجازاته التي تجسدت في الميدان؟ أقول لك يا حفيظ أننا احترمناك معلقا وصحفيا ونعترف لك بذلك… لكن أن تكون سياسيا فليس ذلك مجالك… كل الناس خطاؤون وأنت ارتكبت أخطاء في حق زملائك سجلها التاريخ وستبقى في أرشيف التلفزيون. إذا كنت فعلا جزائريا فالمعارضة لا تمارس من وراء البحار، لأن المعارض هو الذي يشارك برأيه في بلده، لقد قلت أن بوتفليقة يستحيل أن يسير البلد وهو في حالة صحية غير مستقرة، لكن يجب أن لا تنسى أنه يملك خبرة ورؤية ثاقبة، ورغم ذلك لا يمارس السياسة بمفرده، بل برفقة رجال أكفاء يحبون الجزائر أفضل مني ومنك، انطلاقا من الآية التي تقول "وشاورهم في الأمر"، ويكفي أن زعماء ورؤساء دول أجنبية اعترفوا له بذلك، والتاريخ يشهد للرجل أنه صاحب الفضل في إحلال السلم والأمن الذي نتمتع به الآن، والذي جعل الكثير من الدول تتمنى ذلك، ولا تكفي هذه الصفحة لعد انجازاته، لكن أذكرك بالقليل، فعلى الصعيد الخارجي سدد ديون الجزائر العالقة ورفع رأس الجزائري في الخارج، وأصبحت السياسة الجزائرية تدرس في الجامعات الأجنبية للاستفادة منها، خاصة فيما يتعلق بالقضاء على الإرهاب، أما في الداخل وفي المجال الرياضي بالتحديد فبفضل المساعدات المالية تمكنت الجزائر من رفع رايتها في المحافل العالمية، وبالخصوص كرة القدم التي سوف تعلق على مباراتها في المونديال القادم، وأيضا في مجال التنمية زيادة برامج السكن بمختلف صيغه وانجاز الهياكل الإدارية وتشييد الطرقات. أعترف لك يا حفيظ أنني من محبي الرئيس، وأقول الرئيس ولم أقل بوتفليقة، لأنه كان فعلا رئيسا لكل الجزائريين وجميعهم يعترفون بأنه قدم الكثير للبلاد، وحافظ على استقرار البلاد، وكلهم يدعون له في صلواتهم، ثم إني أوجه لك هذا السؤال: من هو المرشح الذي تراه أفضل من بوتفليقة في الوقت الراهن؟