حفيظ دراجي في منتدى الشروق - تصوير بشير زمري سنة واحدة بعد التحاقه بقناة الجزيرة الرياضيةّ يعود المعلق الرياضي الجزائري حفيظ دراجي لاستحضار الظروف التي قرر فيها الرحيل من التلفزيون الجزائري.. * * وإن كان دراجي قد اعترف بأن الفضل يعود بالدرجة الأولى إلى مؤسسة التلفزيون التي فتحت له طريق الشهرة والنجومية، إلا أنه لم يتردد في القول بأنه لم يندم لحظة واحدة عن كل ما قام به كمسؤول في القسم الرياضي أو كمدير للأخبار أو كنائب للمدير العام. * في فوروم "الشروق"، تحدث حفيظ دراجي عن التلفزيون الجزائري وقصة "الهجرة إلى الشرق" والأسباب الظاهرة والخفية التي جعلت أشهر معلق رياضي جزائري يمحي بجرة قلم عشرين سنة من العطاء والتألق، معرجا على الصحافة الرياضية التي يراها متراجعة. النتائج الباهرة التي حققها الفريق الوطني أعادت حفيظ إلى الماضي القريب والسنوات القاسية التي عاشها رفقة محمد روراوة في العهدة الأولى، معترفا في ذات الوقت أن "الخضر" تحسنوا ونضجوا وبإمكانهم تفجير مفاجآت أخرى. سنة كاملة لم يطل فيها دراجي على الجمهور الرياضي من خلال التلفزيون الجزائري، لم يفقد فيها شيئا من صراحته المعهودة، فلم تغيره لا الظروف المهنية ولا الامتيازات الكبيرة ولا حتى العمل في قناة الجزيرة العملاقة. * * "لولا التلفزيون الجزائري لما وصلت إلى ما أنا عليه" * قال دراجي أنه يحتفظ بذكريات جميلة في التلفزيون الجزائري، مشيرا انه لم يندم على أي شيء قام به في التلفزيون الجزائري سواء عندما كان مسؤولا أو صحفيا "لم أندم على أي قرار اتخذته عندما كنت مسؤولا في التلفزيون الجزائري، ولن أندم على ما قمت به لما كنت صحفيا". * وأثنى منشط "فوروم الشروق" على مروره بالتلفزيون الجزائري، حيث قال "لولا التلفزيون الجزائري لما وصلت للعالمية ولما تمكنت من ولوج الجزيرة الرياضية، فالتلفزيون الجزائري مدرسة حقيقية أتمنى لها مزيدا من التألق". * * "لهذه الأسباب فضلت الجزيرة على آرتي" * وعن الأسباب التي جعلته يختار الجزيرة الرياضية على حساب قناة آرتي، قال: "لقد تلقيت عرضين، الأول من آرتي والثاني من الجزيرة الرياضية، لكن العرض الأول كان يقضي بأن أبقى مراسلا من الجزائر وأتنقل للتعليق على بعض المواجهات في الخارج فقط، أما عرض الجزيرة فكان بالتنقل الى الدوحة للانضمام إلى الطاقم الصحفي هناك، وصراحة اخترت الجزيرة، لأنني كنت أود مغادرة الجزائر في تلك الفترة". * وواصل يقول: "عرض آرتي كان أحسن بكثير من الناحية المالية، لكن لأسباب ذاتية ومهنية اخترت الجزيرة التي وجدت فيها راحتي". * إضافة إلى هذا فإن علاقتي مع المدير الجديد ناصر لخلايفي جيدة، وهو ما حمسني أيضا على التنقل للدوحة. * * "مسؤولو الجزيرة فاجأوني بالمرتب الذي منحوني إياه" * وعن القيمة المالية التي يتقاضاها في الجزيرة، قال: "عندما تنقلت للعمل في الجزيرة لم اسأل حتى على المرتب لثقتي في مسؤوليها، لكنني تفاجأت للمرتب الجيد الذي خصص لي وهذا دليل على احترافية هذه القناة". * * "وجدت راحة البال في الجزيرة" * وعن الأمور الجيدة التي وجدها في الجزيرة، قال: "في الجزيرة وجدت راحة البال وعدت لممارسة مهنتي الصحفية التي اعشقها واسترجعت دراجي الذي عرفه الجميع سنوات التسعينيات، فبعد عشرين سنة من العمل في التلفزيون، تمكنت من إيجاد فترات للاعتناء بعائلتي وخاصة أولادي، ففي قطر ولأول مرة في حياتي صرت أرافق أولادي إلى المدرسة". * * "لم أخش يوما العمل خارج الوطن" * وعن إحساسه وهو يغادر التلفزة الوطنية التي قضى فيها حوالي عشرين سنة، قال: "عندما غادرت التلفزيون الجزائري، كنت واثقا من أنني سأنجح في أي قناة أعمل بها، لأنني كنت واثقا من إمكاناتي، وصراحة لم أكن أخشى المنافسة في الجزيرة الرياضية، لأن الطاقات الجزائرية معروفة بتألقها خارج الوطن". * * "لم أطالب بالتعليق باللهجة الخليجية" * وعن السر في احتفاظه باللهجة الجزائرية في التعليق، قال: "عندما أمضيت عقدي مع الجزيرة الرياضية لم أطالب بأي شيء من هذا القبيل وعليه فمن غير الطبيعي أن أغير لهجتي وأنا فخور بها والدليل أنها تلقى استحسان بعض الجماهير العربية من خارج المغرب العربي". * * "سأعلق على مباريات الخضر إذا طلب مني ذلك" * وفي سياق حديثه عن المنتخب الوطني، تطرق دراجي إلى إمكانية تعليقه على مباريات "الخضر"، حيث قال: "سأقبل بالتعليق على مواجهات الخضر إذا طلب مني ذلك، واعتقد بأنني سأكون حياديا، فجميع الصحفيين الجزائريين في الجزيرة يشهد لهم بأنهم حياديون، وهذا أمر نفتخر به". * * كنت حاضرا في حوار الشروق مع بلاتيني * وأكد دراجي أنه كان حاضرا عندما حاورت الشروق النجم الفرنسي السابق ميشال بلاتيني "لقد كنت حاضرا في الحوار الذي أجرته الشروق مع بلاتيني في الدوحة، واعتقد أن الصحفي نقل ما قاله بلاتيني بموضوعية". * * "الخضر في الطريق الصحيح للمونديال وأنا في تواصل دائم معهم" * أكد حفيظ دراجي أنه لم يقطع صلته لا بالمنتخب الوطني ولا بالاتحادية الجزائرية لكرة القدم، مشيرا على قربه الدائم من الخضر، خاصة لما يتعلق الأمر بالتصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا 2010. * وصرح دراجي أنه تابع المباريات الأخيرة التي لعبها الخضر، مؤكدا أن تواجده في قطر وطبيعة عمله في قناة الجزيرة الرياضية لم يمنعاه من متابعة كل كبيرة وصغيرة عن المنتخب، سواء من خلال اطلاعه اليومي على الجرائد الجزائرية، أو بحكم شبكة علاقاته مع مختلف المسؤولين ب"الفاف". * وبخصوص مباريات التصفيات التي لعبها الخضر مؤخرا، منها مواجهتي مصر وزامبيا، أضاف ذات المتحدث: "تابعت مواجهة مصر في قناتي آرتي والنيل المصرية، حيث كان يهمني سماع تعليقات المصريين الذين كانوا متأكدين من العودة بنتيجة إيجابية، تخوفت بعض الشيء بعد مرور المرحلة الأولى، لكن عودتنا القوية في المرحلة الثانية وتسجيلنا لثلاثة أهداف أكد لي أننا قادرون على الذهاب بعيدا". * * "قمنا بالأهم وسنتأهل إلى المونديال" * ولم يخف دراجي تفاؤله بمستقبل الخضر، حيث أكد أننا أصبحنا أقرب من التأهل إلى مونديال 2010 أكثر من أي وقت مضى: "قمنا بالأهم والأصعب إلى حد الساعة، وإذا لم نفز أمام زامبيا ورواندا فلا نستحق التأهل إلى المونديال، لأننا أطحنا بأبطال إفريقيا، ثم عدنا بفوز من زامبيا لم يكن أحد ينتظره". * * "مصر خدمتنا وخدمناها" * وقال دراجي أن الفوز الذي حققه الخضر أمام مصر خدم المنتخبين، إذ أنه زاد، حسبه، من ثقة لاعبي المنتخب وهو ما دفعهم نحو تحقيق الفوز في زامبيا، فيما ساهم في استفاقة المصريين الذين أدوا مباريات في المستوى في كأس القارات التي شاركوا فيها. * * "سعدان يستحق ما يعيشه ولديه ما يكفيه للتأهل" * ويرى المعلق المعروف أن سعدان وبفضل العمل الكبير الذي يقوم به على رأس العارضة الفنية الوطنية يملك من الإمكانات والمؤهلات ما يسمح له بقيادة "الخضر" إلى كأس العالم ورفع التحدي في جنوب إفريقيا. * وأضاف: "سعدان يستحق ما يعيشه مع الخضر، لأنه وببساطة ضحى كثيرا من أجل الألوان الوطنية، كما أن ما يتوفر عليه من إمكانات مادية وبشرية إضافة يزيده ثقة ويدفعه لتحقيق أمل الشعب الجزائري". * * "عودة روراوة إلى الفاف إيجابية" * ولم يفوت نائب مدير التلفزيون الجزائري سابقا الفرصة للتأكيد على أن عودة محمد روراوة لرئاسة الفاف ساهمت كثيرا في تحسن مستوى المنتخب الوطني من شتى النواحي، سيما وأنه أصبح متفرغا للخضر، كما أن مكانته في مختلف الهيآت الدولية التي يعمل بها سيكون عاملا إيجابيا في صالح الكرة الجزائرية. * * لا مشكلة لي مع ماجر وجزائريو الجزيرة زملاء لي" * نفى حفيظ دراجي وجود أي مشاكل مع رابح ماجر، مؤكدا أن ما قيل عن عدم مرور التيار بين الطرفين مجرد إشاعات تبتغي نشر الأكاذيب، مضيفا أنه التقى بماجر في رحلة نحو فرنسا وتجاذبا أطراف الحديث حول نقاط سابقة خلال إشرافه على المنتخب، مؤكدا أنه لم يندم على أي شيء فعله مع ماجر، لأنه دافع عن الاتحادية بحكم منصبه كمكلف بالإعلام. * كما تحدث دراجي عن علاقته بالصحفيين الجزائريين المتواجدين في الجزيرة، مشددا على عدم وجود أي خلاف مع أي طرف كان "الجزائريون المتواجدون في الجزيرة زملاء لي في العمل وليس بالضرورة أن يكونوا أصدقاء لي، بل زملاء". * * "لا يمكننتي العمل في الجزائر حاليا وسأعود بالتأكيد يوما ما" * استبعد ضيف الشروق إمكانية العودة في الظرف الراهن للعمل في الجزائر، مؤكدا على ارتياحه بشكل كبير في قطر التي وفرت له كل عوامل الراحة التي تساعد أي إعلامي على تقديم الأفضل، لكن المعلق الأبرز عربيا أكد على عودته في المستقبل، لأن أي شخص محكوم عليه بالعودة إلى وطنه الأصلي يوما ما، ولو أن عودتي لا تعني بالضرورة أنني سأعود للعمل في التلفزيون". * * "قوة الجزيرة الرياضية في تنوعها" * اعتبر حفيظ دراجي "الجزيرة الرياضية" الأحسن عربيا، ومن بين أهم القنوات الرياضية في العالم، مرجعا ذلك إلى تنوعها البشري، وهو ما يجعلها تحظى بمتابعة كل شرائح الوطن العربي، وأكد دراجي أن مفاوضيه لم يشترطوا عليه التخلي عن لهجته، وإنما رغبوا في دراجي كما هو. * * دراجي يميط اللثام عن قصة مغادرته للتلفزيون ويكشف: * "بلخادم أحد أسباب رحيلي وقضية الوزير رحماني عجلت بمغادرتي" * * لأول مرة منذ رحيله عن التلفزيون الجزائري، كشف نجم التعليق العربي حفيظ دراجي عن الدوافع الحقيقية التي أجبرته على مغادرة المؤسسة منذ عام بالتحديد، مرجعا ذلك إلى عدم منحه احدى خرجات الوزير شريف رحماني التغطية التلفزيونية اللازمة، وهو ما جعل رئيس الحكومة سابقا عبد العزيز بلخادم يبدى غضبه من ذلك، "مهنيا لم نمنح إحدى خرجات الوزير القيمة الحقيقية لها، وانا اعترف بذلك، لكن ما حدث لا يمكن أن يكون سببا رئيسيا لمغادرة التلفزيون، وإنما هناك تراكمات سابقة تجمعت لتعجل في النهاية برحيلي" قال ضيف الشروق. * * "ما قيل في منتدى التلفزيون ليس كل الحقيقة" * قال دراجي أن حصة منتدى التلفزيون لم تكشف كل الحقيقة لدى استضافتها رئيس الحكومة السابق الذي تحدث عن عدم إيفاء إحدى خرجاته الحزبية الوقت الكافي، وهو ما جعله يسارع إلى إبداء غضبه من نائب مدير التلفزيون أنذاك (حفيظ دراجي)، مضيفا أن القصة الحقيقية تتعلق بتغطية خرجة شريف رحماني. * * "لا أريد أن أمنح أحدا شرف دفعي للرحيل" * ورغم كل ما قيل عن رحيله، إلا أن دراجي رفض ذكر أي اسم تسبب في مغادرته، مؤكدا أن الأسباب تراكمت، والنهاية واحدة هي مغادرته للمؤسسة التي أعطى لها الكثير مثلما أعطت له أيضا، وتحدث دراجي بنوع من الافتخار "لا أريد أن امنح أي شخص شرف مغادرتي الى الجزيرة الرياضية". * * "قوى الشر تستهدف كل ما هو متحرك" * في سؤال حول انتقاده من بعض الأسماء التي تعتبره "متسلطا" قال دراجي "أن الطفيليين يستهدفون كل ما هو متحرك، فمثلما توجد قوى الخير، توجد قوى الشر التي تسعى جاهدة لتحطيم الناجحين"، مؤكدا "أن البعض لم يتحمل ثقة حمراوي حبيب شوقي في شخصي، وهو ما جعلهم ينشرون أي خبر من اجل الوصول إلى مبتغاهم، ومع مرور الوقت أحسست أنني أصبحت أقلق البعض بحكم الثقة التي وضعها في حمراوي". * * "حمراوي دافع عني إلى أبعد الحدود وعلاقتي به متميزة" * أثنى حفيظ دراجي كثيرا على مديره السابق حمراوي، واصفا إياه بالشخصية المتميزة التي قدمت الكثير للاعلام والتلفزيون الجزائري، وقال محدثنا أن ما قام به حمراوي في قضيته لا يمكن له أن ينساه أبدا، حيث دافع عنه وبشدة، مثلما كان يدافع عنه في أحلك الظروف، ووصف دراجي علاقته معه بالممتازة، لأنها مبنية على الثقة والمعزة والتقدير.