كان من الصعب علينا مشاهدة أطفال جوعى تحت رحمة البرد القارص، صور لم نعتد مشاهدتها إلا للعائلات السورية أو ما تبقى منها على شاشات التلفزيون، فلا أحد منا كان يدرك أن تلك الصور لا تبعد عنا أكثر من 3 كيلومترات في منطقة "ختالة" أين تعيش هذه العائلة المُشَّكلة من عدة أطفال لم يعرفوا المدرسة أبدا، مع أم مطلقة تخلى عنها زوجها ليتزوج بأخرى ويغيب كليا متخليا عن مسؤولياته دون أن يسأل حتى عن أطفاله على الأقل، ومن المحزن أن وصولنا لهذه العائلة تزامن مع طهيهم لوجبة العشاء التي كانت عبارة عن قليل من اللفت في الماء المغلي، وحتى قارورة الغاز أهداها لهم أحد المحسنين، حيث لا تملك العائلة أي شيء حتى القليل جدا من الفراش والغطاء كان باليا جدا. المرأة تقول أنها ذهبت للمحكمة، لكنها لم تصل الى أي نتيجة لأن زوجها لا شغل له إلا الرعي ولا يوجد له عنوان محدد حتى يتم استدعائه، ولأنها فقيرة وأولادها صغار لم تستطع المواصلة في طريق المحاكم لقلة حيلتها وعوزها الشديد، فبعد أن غادرها زوجها عملت هي وابنها في حقل تابع لأحد رؤساء بلديات الجهة الجنوبية، والذي كان يعطيهم اجر مليون سنتيم هم الاثنين عن عمل يمتد من الثامنة صباحا إلى غاية الرابعة مساء لمدة سنة كاملة، وعندما احتجوا على ضعف الأجر طردهم بكل بساطة. و عن طلبها تناشد هذه العائلة مساعدتها في توفير ما يسد رمقها مع أطفالها، وبيت يأويهم، طالما أن السلطات التي فكرت في منحة للمطلقات لم تجد من وسيلة لردع هذا الزوج الهارب الذي ترك أطفاله عرضة للجوع والبرد حتى لا نتكلم عن حقهم في الدراسة والعلاج واللعب كأقصى ما يتمناه أي طفل. ولكل من ما زالت في قلوبهم رحمة، ولكل أولئك الذين يتصدقون في السر والعلن، ولكل أولئك الذين يساهمون في بناء المساجد، نداء لمساعدة هذه الأسرة، لمن أراد طريق الخير نوجهه لمساعدة هذه العائلة في "ختالة" ببلدية مسعد، فإذا هناك اليوم من قام بمساعدتهم ببعض الأفرشة والأغطية والمواد الغذائية وبعض الفواكه، فإن الأمر اكبر من ذلك.