رهنت الصراعات التي تدور رحاها بين أعضاء المجلس الشعبي البلدي في بلدية مسعد، رواتب 63 موظف نجحوا في المناصب التي أعلنت عنها وزارة الداخلية سابقا، ورغم أنه تم تنصيب هؤلاء في شهر ديسمبر 2014، إلا أنهم لم يتلقوا رواتبهم منذ تاريخ تعيينهم، حيث دفع هؤلاء ثمن صراعات "داحس والغبراء"، بين منتخبي المجلس البلدي وأصبحوا رهينة لانعدام الأخلاق والضمير. هكذا ببساطة ووقاحة منقطعة النظير تم قطع أرزاق 63 موظف ومنع رواتبهم ومستحقاتهم المالية، بسبب رفض هذا المجلس الاجتماع والتداول لفتح اعتمادات مالية رغم توفر الاموال، ويطرح هذا العمل المنافي لكل القيم والأخلاق، حقيقة الصراع وطبيعته والتي تعدت كل حدود "الزكارة" والمنطق، في ظل تساؤل مطروح، عن عجز مصالح الدولة عن وضع حل لمائة ألف مواطن أو يزيدون يعيشون العزلة والمرارة في سجن هذا المجلس البائس. التأجيل المتكرر لاجتماعات المجلس البلدي، رفض المداولات أو عدم اكتمال النصاب القانوني في مراسلة تحمل الرقم 1736/15 بتاريخ 03 جوان 2015 موجهة من رئيس المجلس الشعبي البلدي، إلى والي الولاية عن طريق رئيس دائرة مسعد، يُبرر رئيس البلدية اسباب تأخر رواتب هؤلاء الموظفين والأعوان، مُحيلا ذلك إلى التأجيل المتكرر لاجتماعات المجلس البلدي بخصوص التداول لفتح اعتمادات مالية، قصد تسوية مستحقات هؤلاء، حيث يقول "تم رفض المداولة الأولى وتأجيل الثانية نظرا لعدم اكتمال النصاب القانوني". رئيس بلدية مسعد يلتمس من الوالي موافاته بالحلول المناسبة لهذه القضية من الغريب أن رئيس البلدية في نفس المراسلة التي تحمل الرقم 1736/15 بتاريخ 03 جوان 2015 يلتمس من والي الولاية موافاته بالحلول المناسبة لهذه القضية، من اجل تسوية مؤخرات الرواتب لهذه الفئة من الموظفين، وحيث أن هذه العبارة كفيلة وحدها بمعرفة حجم المأساة فإن بداية المراسلة كانت بعبارة يشرفني بدل يؤسفني، حيث لا يمكن معرفة مكامن الشرف في تأخر رواتب 63 موظف بعضهم ترك زوجته عند أهلها بسبب "الزلط"، والبعض الاخر أصبح مُدانا ويشحت الخبز لأطفاله. 63 موظف يناشدون الوالي التدخل وانقذاهم من معاناتهم وجه الموظفون والعمال المعنيون رسالتين لوالي الولاية يطالبونه فيها بالتدخل، الاولى كانت بتاريخ 15/06/2015، والثانية بتاريخ 21 جوان 2015، يشرحون فيها مشكلتهم أو بالأحرى مأساتهم، ويُذكرون فيها بمراسلاتهم التي تمت أيضا عن طريق رئيس دائرة مسعد، ويأمل هؤلاء بخروج قضيتهم عن الصراع الدائر بين أعضاء المجلس ورئيس البلدية، فهم مثلما يقول ممثلهم لا ناقة لهم ولا جمل، فأهلا بالمتنبي حين يقول، " يجْنِي الغِنَى لِلِّئَامِ لَوْ عَقَلُوا، مَا لَيْسَ يَجْنِي عَلَيْهِمُ العُدُمُ، هُمُ لأَمْوَالِهِمْ وَلسْنَ لَهُمْ، وَالْعَارُ يَبْقَى وَالْجُرْحُ يَلْتَئِمُ"