السيدة بن غبريط نورية المسماة وزيرة التربية الوطنية أعرف بأنه أتوا بك لكن لا تعرفين متى و كيف ترحلين …؟ و ما همنى في كلامك ثلاثة أمور الأول أقر انك تعتبرين فلتة أأمل ألا تتكرر كما أصبحت سهما مخيف في وسط مجتمع استقال عن الشأن العام و لوا كان حي لما بقيتي لا أنتي و لا المفتش البيداغوجي العام على رأس وزارة مهمتها تكوين أجيال الغد التي تسند لها الأمور العامة ، لا لشيء إلا لكثرة تصريحاتكم التي تثير كل هذا الهرج و كل هذا المرج الذي لم تكتسبي منه آي احترام … ! ، بالرغم أنه اسند إليك إعداد مصائر الأجيال لأمة أردت بشكل متتالي طمس هويتها و تجريدها من لسانها لينطق بلسان جلادها . الثاني تعلمين أنكي أتيت غير مرحب بك ففعلي كما قال الأستاذ سليمان جوادي ما شئت ما دام هذا هو حال شعبنا العظيم .. راضيا بالذل و الهوان مستسلما لأقداره المشؤومة … دوسوا الرقاب و انتهكوا الأعراض و الحرمات و اقضوا على جميع الثوابت و حققوا لفرنسا ما لم تستطع تحقيقه بنفسها ، الأمر الثالث حتى ما صرح به و تسجيل الصوت لمعالي المفتش العام بحوزتنا اعتبر من قبلكم بالون اختبار و لما هب له الأحياء ، قلت لإذاعة الأغواط أن "الإشاعة المتضمنة اعتماد الدارجة في التعليم الابتدائي هي مجرد ضجيج غير مقبول" لكنك عدتي لتقولين ما هو أخطر مما أعتبر بالون اختبار كاشفة عن أن دراسة محتويات الكتاب المدرسي الحالي بينت بأن مضامين التراث الوطني قليلة فيه مبرزة رغبتها في إعطاء مكانة كبيرة وفي إطار تربوي لهذا التراث ومنه الشعر الملحون…؟؟ !! معالي وزيرة التربية أقر أنك فلتة ما أتى بها زمان لكن أعلمي أن الأيام دواليك تتعقب و التاريخ الذي لم تقرئنه يقول عن الذين عبثوا بالثوابت رحلوا يائسين و ذكروا فيما أتوا مذمومين و في الكثير ملعونين و قبل أن تختاري أعلمي انكي كما آتيتي سوف تذهبين ، أما بقائك صار هاجس مقلق على مصير الجزائر و على أجيالها و قد نخطئ كثيرا إذا حصرنا التحديات التي تحملينها في النفوذ الذي تتمتعين به و ننسى مخاطر العبث بالمنظومة التربوية ، و نتجاهل طمس الهوية في مخطط الإصلاحات الذي تنفذينه. هذا الهاجس المحير و المخيف في الآن ذاته أصبح يشكل قاسما مشتركا بين أغلب تعليقات وتحليلات متتبعي الشأن العام في الآونة الأخيرة. من حديث عن الإصلاحات التي يعاد صياغتها ، إلى تحذير من أن مقومات الهوية الجزائرية يراد لها أن تصنع على أيدي غير جزائرية، مرورا بمحاولة رصد الأسباب الكامنة وراء فشل المنظومة التعليمية ودور الدولة والمجتمع في ذلك. أعلم أن المشكلة في جوهرها ليست مقصورة في الإصلاحات التي ضلت تجتر زهاء أكثر من عقد منذ لجنة بن زاغوا ، لأن سياسة اللجوء دائما إلى الإجراءات قبل تقديم رؤية شاملة و عميقة مصدرها تقصى الجذور ومعرفة العوامل الاجتماعية الكامنة وراء و قبل أى طرح في المقابل تسرعكم قد يفتح الأبواب لشرور عديدة أقلها أن يفقد القرار السياسي توازنه ويجهض مسعاه. والمغامرة في المس برموز الهوية قد تغدو أخطر حين تغيب حلقات النقد والتمحيص والمراجعة المسبقة. بحيث لا يكون للحوار النخب دور في إعداد القرار. والنخب التي أعنيها في هذه الحالة تتمثل في البرلمان أو الهيئات المختصة أو القوى السياسية الفاعلة. وفى حالة الدراسة بالعامية كما حاول أن يستعملها المستعمر عام 1923 و فشل ، فإنني أعتبر القرار الذي أعلنه المفتش العام يعتبر بمثابة إعلان نوايا، لن تتوافر ظروف تنفيذه في الجزائر و شعبها حي.