من بين الأمراض التي تصيب الإنسان، والتي تظهر خاصة في بداية فصل الربيع، الحالات المتعلقة بالالتهابات الأنفية التي ترتبط في غالب الأحيان بانفعالات ناتجة عن مرض يعرف بالحساسية. وتتمثل أعراضه في كون المصاب به يكثر من العطس من خمس إلى ست مرات متتالية، إضافة إلى سيلان أنفي كثيف ذي لون أبيض، وحكة شديدة في الأنف والعينين والحلق. وهذه الأعراض يمكن ملاحظتها في بداية الربيع، باعتبار تكاثر بواعثها لدى جل المصابين بالحساسية، والذين لهم استعداد وراثي لذلك، كالغبار ولقاح النباتات والأشجار وقت الأزهار، وهي تختلف من شخص إلى آخر حسب مدى حساسيته لنوع معيّن من النباتات وليس جميعها. ولدى تسرب هذه المواد التي تعرف بالبذيرات المجهرية، تترتب عنها التهابات أنفية، من نتائجها الزيادة في حجم المخاض التنفسي واختناق الأنف مع سيلان كثيف. وعلاج هذه الحالة سهل، ويتمثل في تناول أدوية خاصة لها فعاليتها ونجاعتها، ثم الابتعاد عن البواعث المؤدية إلى اكتساب الحساسية، وذلك وقاية من الإصابة بالتهابات الأنف والمسالك التنفسية العليا. ويمكن التقليص من حجم هذا المرض بواسطة علاج يتطلب وقتا طويلا، شرط أن تكون الحساسية ذات طابع انفرادي. وإذا استمرت الأعراض المشار إليها طول السنة، في هذه الحالات تتغير الأسباب ومعها يتغير العلاج تبعا للمادة الباعثة التي قد تحدثها أطعمة أو أدوية أو غيرهما، مما قد يتسبّب في أمراض مختلفة كالتهاب الجلد والإكزيما والربو، علما بأن مرضى الالتهاب الحساسي للمسالك التنفسية العليا تبقى حالتهم مقتصرة على أمراض تنفسية فصلية بسيطة. وللعلاج المبكر دور فعال في إيقاف الحساسية، وتفاديا لحدوث مضاعفات قد تكون مزمنة، خاصة إذا تعلق الأمر بالتهابات الجيوب الأنفية أو داء الربو.