الهاشمي ربحاوي 24 سنة أحد أبناء حي مالكي "ببن عكنون" فتك به داء سرطان الجلد رفقة إخوته الواحد تلو الأخر منذ نعومة أضافره، إلا أنه يعاني من تقدم المرض الذي يتطلب نقله للعلاج في الخارج بعدما سئم من العلاج البطيء الذي لا يعطي نتيجة وعلى هذا الأساس قام في أواخر سنة 2010 بعد انسداد كل السبل بمناشدة أبناء الحي وذوي القلوب الرحيمة لمساعدته ماديا بجمع التبرعات وفقا لنداء مكتوب علق في المساجد وبعض المرافق العمومية في شكل نداءا لذوي القلوب الرحيمة لجمع التبرعات التي وصلت إلى 197 مليون سنتيم بعد حوالي سنة ونصف من بداية العملية. في هذه الأثناء باشر "الهاشمي" إجراءات التحضير للتنقل للعلاج خارج الوطن وتحديدا بفرنسا بعدما ساعده أبناء الحي في الحصول على موعد للعلاج بمستشفى باريس، أول خطوة قام بها هذا الأخير فتح حساب بنكي ببنك القرض الشعبي الجزائري، لكن عندما طلب صرف المبلغ المحصل عليه وجد صعوبات، بعدما طلبت منه المصالح الإدارية بالبنك إحضار وثيقة عند طبيب مختص في الأمراض الجلدية من بمستشفى مصطفى باشا كدليل إثبات لسحب مبلغ بهذه القيمة . لكن خيبته كانت كبيرة عندما قصد أحد الأطباء المختصين في الأمراض الجلدية ورفض تسليمه الوثيقة التي تعتبر مفتاح تنقله للخارج لتلقي العلاج رغم أن تكاليف التنقل والعلاج تقع على عاتقه، إلا أنه منع من الحصول على ما يثبت ضرورة تنقله للعلاج في الخارج كل الأبواب أغلقت في وجهه، حيث قال "أنا نعرف الحالة اللي راني فيها كثر من أي واحد"، عبارة قالها تبين أنه غير راض على الوضع الذي يعيشه بعد أن سدت كل سبل التكفل بحالته مشيرا أنه كان يحلم بلحظة جمع مستحقات العلاج من أجل التنقل للعلاج في الخارج إلا أن الأبواب أغلقت في وجهه، رغم أنه لم يترك بابا وطرقه بوزارة الصحة وكذا مستشفى مصطفى باشا أحداث تركت لديه شعورا بالوهن، كما أن أكثر ما حز في نفس محدثنا هو حادثة رفض الطبيب منحه الوثيقة المطلوبة على مستوى البنك والتي تبرر حاجته للسفر والعلاج بالخارج من أجل المحافظة على ملامح وجهه التي فقد بعضها، كالأذن، العينين والأنف، وضع يكاد أن يفقد "الهاشمي" الرغبة في الحياة في ظل القرار الذي سد رمقه ووقف حجر عثرة في تحقيق حلمه.