ألقى الباحث في التاريخ الإسلامي و الإطار السابق بوزارة الثقافة الدكتور "علي خلاصي"، محاضرة حول دور الزوايا في مقاومة الاحتلال الفرنسي. المحاضرة التي احتضنتها قاعة المحاضرات بالمتحف الوطني للآثار وسط مدينة سطيف، حضرها العديد من الأساتذة و الطلبة، المهتمين بالتراث وتاريخ الزوايا، إضافة إلى إطارات الثقافة و رؤساء بعض الجمعيات التراثية و الثقافية. فالاحتفالات الخاصة بشهر التراث، أعطت الفرصة للمحاضر للتكلم عن بروز الحركة الصوفية و الطرقية و تطورها بمنطقة المغرب الأوسط و شمال إفريقيا عموما، ثم أهم الصراعات المذهبية التي كانت الجزائر مسرحا لها على غرار الشيعة ، السنة و الخوارج ، و كيف توالت الإمارات الإسلامية على المنطقة و علاقتها بالطرقيات أو الإخوانيات الصوفية منذ محمد الإدريس الأول المؤسس لدولة الأدارسة في فاس المغربية. ليتناول بعدها أهم المقاومات الشعبية التي قامت ضد الغزاة في أواخر القرن الثالث عشر التي قادها الأسبان على السواحل الغربية للجزائر و تصدت لهم الطريقة القادرية، ليعرج بعدها إلى علاقة المقاومات الشعبية بالزوايا التي عرفت انتشارا واسعا عبر كامل تراب الوطن مستشهدا على ذلك بأبرز المقاومات التي كان قادتها شيوخ الزوايا في مختلف مناطق الجزائر. جدير ذكره، أن المحاضرة لاقت نقاشا واسعا من قبل الحضور حول مفهوم الزوايا، الطريقة و الصوفية مع كيفية تطور فروعها بالجزائر و أبرز شيوخها. وهذا إن دل على شيء إنما يدل على رغبة المجتمع الجزائري عامة في معرفة تاريخ بلاده و أثر المقاومات الشعبية في التصدي للاستعمار الفرنسي عبر مختلف الحقب التاريخية.