يعتبر حي 1000 مسكن بسطيف من بين أكبر وأهم الأحياء الشعبية بالمدينة,نظرا لقدم بناياته والتي تقارب الأربعين عاما,وكذا كثافة سكانه والتي تتجاوز حسب إحصاءات رسمية 5000 نسمة.غير أن الزائر لهذا الحي الكبير يمكن له وببساطة ملاحظة مدى المعاناة اليومية التي يشتكى منها السكان وأرقت حياتهم ما جعل الكثير منهم يغادر الحي تاركا الذكريات والجيران إلى مناطق أخرى أكثر أمنا وأحسن تهيئة وجمالا وحتى نظافة,حيث ارتفعت مؤخرا صيحات ومناشدات العديد من المواطنين إلى الجهات المسؤولة والمعنية للنظر في قضيتهم بعد أن أصبح الحي عبارة عن نموذج يضرب فيه المثل ليس في الحس المدني ولا في جمال عماراته ولا في وحدة سكانه,إنما أصبح يضرب به المثل في الارتفاع الرهيب في درجة الإجرام بكل أنواعه وبمختلف أشكاله من سرقات متطورة بتقنيات عالية,إلى اعتداءات مباشرة في وضح النهار مرورا بتجارة علنية لكل أصناف وأنواع المخدرات والحبوب والمهلوسات دون أن ننسى حالات الدعارة التي تم اكتشافها,ما جعل من مراكز الأمن الوطني ومصالح التحري والتفتيش ومحاربة المخدرات تكثف من دورياتها وخرجاتها الميدانية للحب تقريبا بشكل يومي وكثيف للتصدي لكل أنواع هذه الجرائم واعتقال المتسببين فيها. وعن أسباب انتشار كل هذه الظواهر الغريبة عن الحي وعن سكانه أيضا أكد لنا بعض المواطنين ممن التقتهم“سطيف نت “ وحاولت معرفة الأسباب الحقيقة بها أكدوا جميعا أن أبناء 1000 مسكن الحقيقين بريئين تماما من مثل هذه التصرفات والسلوكات غير الأخلاقية والتي لا تشرف المدينة ومواطنيها,حيث اعتبروا أن مجموعة من المنحرفين ممن التحقوا بالحي مؤخرا هم المتسببين في انتشار هذه الظواهر إضافة إلى رفقاء السوء والخلطة السيئة وغيرها من المشاكل الاجتماعية الأخرى لعل أبرزها معاناة هؤلاء الشباب من التهميش واللامبالاة من طرف المسؤولين,غياب فرص العمل,انتشار البطالة وانعدام لجان الحي وفعاليات المجتمع المدني التي كان من المفروض أن تلعب دورها كاملا في مثل هذا الموضوع,الوقت الذي ناشد فيه هؤلاء من الجهات المعنية بالمدينة والولاية التدخل العاجل والفوري والاهتمام أكثر بانشغالات واهتمامات المواطنين اليومية. من جهة ثانية وبعيدا عن المشاكل الاجتماعية لا زال يتخبط سكان الحبي بمشاكل كبيرة خاصة من الناحية الجمالية والتهيئة الحضرية للحي,فهل يعقل في حي توجد به أزيد من 5000 نسمة لا نجد أي مكان للترفيه أو التسلية أو أمكنة مخصصة للمساحات الخضراء كما هو موجود في باقي الأحياء خاصة التي يقطنها المسؤولين, حيث يمكن لأي كان أن يشاهد الأحجام الكبيرة من القمامة والزبالة والفوضى المنتشرة في كل مكان وفي كل زاوية من الحي,كما يشتكي أيضا المواطنين من الحالة الكارثية التي ألت إليها الطرقات بسبب الأشغال المتواصلة وغير المعقولة لمصالح البلدية ومديرة المياه وسونلغاز والتي تبدع وتتميز في تهرئة وتكسير الطرقات ثم بعد ذلك تفلح في الردم عليها بالتراب لبقى المواطن وحده يعاني من هذه التصرفات المتخلفة والتي سئم منها الجميع,دون أن نذكر واجهات العمارات والتي لم يمسها أي تعديل أو طلاء منذ أن تم تدشينها قبل حوالي أربعين عاما حيث لا يمكن لك أن تفرق أبدا بين هذا الحي ومختلف الأحياء الفوضوية الأخرى,ومشاكل أخرى بالجملة لم تلتفت إليها لا مصالح البلدية و لا الجهات المسؤولة الأخرى,ربما حسب تفكير هؤلاء أن الحي غير تابع إقليميا للمدينة,لكن ليعلم هؤلاء أيضا أن المشاكل الاجتماعية الكثيرة المنتشرة سببها الرئيسي هو شعور المواطن بالإقصاء والتهميش واللامبالاة,فهل تنظر مصالح رئيس بلدية سطيف إلى انشغالات مواطني حي 1000 مسكن,أم أن الفوضى والأوساخ والقاذورات هو مصير وقدر أزيد من 5000 نسمة من سكان مدينة عين الفوارة.