بعد الافتتاح المدهش الذي عرفه مهرجان كويكول العربي في طبعته الخامسة من طرف الفرقة اللبنانية كراكالا التي أمتعت طيلة ساعتين من الزمان كل من حضر ساحة سيبتيم سيفير الأثرية، تواصلت السهرات الفنية للمهرجان في أمسيتها الثالثة التي ميزها الطابع الجزائري طيلة السهرة باعتلاء ركح كويكول باقة فنية جزائرية بحتة افتتحتها الزهوانية على أنغام "يا رجال الله" لتعطي العنان لصوتها طيلة أربعين دقيقة أمتعت الجمهور بأحسن ما جادت به أحبالها الصوتية التي اهتزت لها جماهير جميلة بالتصفيقات والأهازيج،وكان للأغنية السطايفية نصيب خلال هذه السهر ممثلة في الشاب الصاعد فيصل رحماني المشهور بأغنية "مانيش براني" بعد أن أعلن دخوله إلى المسرح الروماني بوصلة صراوية ضاربة من عمق ثقافة الهضاب العليا،ليفسح المجال للفنان السطايفي الصاعد حسن السطايفي الذي أبدع في إعادة بعث بعض الأغاني السطايفية المشهورة والتي حكم عليها التاريخ بالزوال، حصة الأسد من هذا الحفل كان من نصيب هدهد الشرق الفنانة القديرة الشابة يمينة التي ما إن ظهرت فوق المنصت حتى راحت الزغاريد والتصفيقات تتعالى في ساحة سبتيم سيفير التي شهدت خلال هذه السهر إقبالا جماهيري غير مسبوق أهدت لجمهورها أغنيتها الجديدة "القمري والحمام" قدمتها في لوحة فنية صاحبتها رقصات كوريغرافية لبالي شمينة زادت في جمال آداء المغنية جمالا التمسه كل من شاهدها تحت قوس كاراكالا لتنطلق بصوتها الشجي لتأدية خيرة أغانيها المشهورة والمطلوبة من الطرف الجمهور والتي راح يرددها معها طيلة نصف ساعة مدة عرضها الكامل بالمهرجان، الأغنية العاصمية من جهتها كانت حاضرة خلال الليلة الثالثة مثلها الفنان سمير تومي الذي حلق مع محبيه عبر زمن العادات والتقاليد، فيما حضي هواري بن شنات شرف إنهاء السهرة الفنية الجزائرية الخالصة تحت أنغام فن الراي في ساعة متقدمة من الليل داعبت مشاعر الجمهور العطاش لهذا الفن مطلا عليه بأشهر أغانيه الرايوية التي جعلت منه نجما من نجوم الأغنية الأكثر شهرت في الجزائر، ليسدل بعدها الستار مؤقتا على المهرجان تخضيرا للليلة الموالية التي ينتظر أن تكون مفاجأة الجمهور مع الفنان القدير آيت منقلات مؤدي الأغنية القبائلية.