يعتبر شهر الصيام من أعظم شهور السنة و خير دليل على ذلك قوله جل و علا:"...إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به"، كما أن شهر رمضان فيه ليلة تعتبر خير من ألف شهر، ذلك لما فيه من غفران للذنوب، تعظيم للعبادات و انتشار صور التضامن و التكافل بين الناس. إلا أنه ليس معنى الصيام هو الامتناع عن الأكل و الشرب فقط كما يفهمه الكثير من الناس، لكن الصوم هو أن تمتنع البطن عن أكل و شرب كل ما ترغب فيه من جهة و من جهة أخرى وجوب القيام بالأعمال الخيرية التي تزيد من أجر الصائم و تضفي لميزانه الكثير من الجزاء و الثواب لقوله صلى الله عليه و سلم: " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف". و من بين الأعمال الخيرية التي يصل نفعه للغير، الصدقة و النفقة في الخير، زيارة مختلف مراكز ديار العجزة و الطفولة المسعفة و عيادة المرضى في مختلف المستشفيات، صلة الرحم و الامتناع عن ظلم الغير أو جرحه من خلال التفوه بكلام بذئ يمس كرامته و ينقص من أجر الصائم و يزيده بعدا عن خالقه و هذا عملا بقوله تعالى:" الصوم جنة، و إذا كان أحدكم صائم فلا يرفث و لا يصخب، فإن سبه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم" (رواه مسلم و البخاري). خاصة و أن المعروف في شهر رمضان الكريم هو كثرة انتشار الشجارات و المناوشات بين المواطنين لأتفه الأسباب حتى داخل العائلة الواحدة، فالزوج يصبح يثور على زوجته دون سبب و الإخوة فيما بين بعضهم البعض كذلك تصبح تنشب بينهم شجارات قد تصل في بعض الأحيان إلى ما لا يحمد عقباه و هذا دون سبب وجيه.. و غيرها الكثير من الأمور التي يكثر انتشارها في الشهر الفضيل من قبل الأشخاص خاصة الشباب منهم بحجة "أنهم صيام"، فإلى متى يدرك المواطنين عامة و الصائمون خاصة أن القيام بالأعمال الخيرية في شهر رمضان ليست كباقي شهور السنة باعتبارها تعظم من أجورهم و ترفع من منزلتهم؟؟