مرت الجزائر مؤخرا بعدة أزمات على مستوى الارتفاع الملموس الذي شهدته أسعار مختلف المواد الغذائية في السنوات الأخيرة. فبعد تدارك أزمة البطاطا شريان المطبخ الجزائري ، ارتفع سعر البيض العنصر الغذائي الأكثر أهمية ،و بعد الخروج من محنة البيض نقع اليوم في أزمة من العيار الثقيل ، إذ تشهد الجزائر اليوم ارتفاعا خياليا في معدل أسعار اللحوم بنوعيها الحمراء منها و البيضاء. و بمجرد حلول شهر رمضان الكريم_ وككل مرة يصدم فيها الفرد الجزائري بارتفاع في الأثمان _ لكن هذه المرة ليس بمعدل الارتفاع الذي تعيشه اليوم مختلف الأسواق و الحملات فمن 50 دج كحد أقصى بالنسبة لسعر الكيلو غرام الواحد من اللحوم الحمراء ، و كذا من 16 دج إلى 18 دج للكيلوغرام الواحد بالنسبة لسعر اللحوم البيضاء ، ليصل اليوم سعر اللحوم الحمراء ما بين 75 إلى 80 دج للكيلو غرام الواحد ، و 30 دج للكيلو غرام الواحد فيما يتعلق باللحوم البيضاء . و بهذا التذبذب الشديد في معدل الأسعار ارتأت الجزائر إلى إيجاد حل سريع للحد من هذه الأزمة و لو بالقدر القليل وبالأخص و نحن في رحاب هذا الشهر الفضيل . و من هنا تم استيراد كميات معتبرة من "اللحوم الهندية الحمراء " التي لا يتجاوز فيها سعر الكيلو غرام الواحد 50 دج ، كما قامت الشركة الجزائرية الوطنية لتربية الدواجن ONAB بعرض اللحوم البيضاء المجمدة ( الدجاج ) بسعر منخفض مقارنة باللحوم غير المجمدة . غير أن هذا الحل لم يلق قبولا في أوساط العائلات الجزائرية خوفا من عدم مطابقتها لمعايير اللحم الحلال على الرغم من تصريحات عدة من طرف وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف و التي أكدت مرارا أنه لحم حلال مائة بالمائة . إلا أن هذا التوتر لم يدم طويلا فبعد أن قمنا بزيارة عدد من نقاط البيع على مستوى ولاية سطيف و الاستماع إلى آراء عدد من بائعي اللحوم لاحظنا ارتياد أعداد معتبرة من الأفراد على اللحوم بنوعيها ، سواء الهندية منها أو المحلية . و ما إن ساد جو الاطمئنان حتى بدأت الأقلام الإعلامية في التشكيك فيها من جديد ظنا أنها لحوم خنازير بالتالي يبقى السؤال مطروحا:هل هذه اللحوم المستوردة هي فعلا حلال أم هي حرام ؟