في وقت سبق وأن أثير فيه كثير من الجدل بالعديد من الأوساط البحثية حول العالم بشأن الأخطار التي يُشكِّلُها استخدام الهواتف المحمولة على صحة الإنسان، خرجت اليوم واحدة من أبرز العلماء الأميركيين في مجال علم الأوبئة لتفجر مفاجأة من العيار الثقيل، بكشفها عن أن تلك الهواتف من الممكن أن تصيب بالفعل مستخدميها بسرطان الدماغ. ولم تكتف تلك العالمة التي تدعى، ديفرا دافيز، بهذا الكشف فحسب، بل مضت تقول إن القائمين على صناعة الهواتف المحمولة حول العالم قضوا سنوات في محاولاتهم إخفاء الأدلة العلمية التي تثبت ذلك، من أجل حماية صناعتهم العالمية التي تُقدَّر ب 3 تريليون دولار، وعدم التفريط في عملائهم الذين يُقدّر عددهم ب 4.6 مليار عميل. وتابعت دافيز حديثها في هذا السياق، وفقاً لما نقلت عنها صحيفة الدايلي ميل البريطانية، بقولها إنه وفي ظل تزايد استخدام الهواتف المحمولة، وبخاصة بين صغار السن، فقد تقع كارثة صحية عالمية في غضون 3 أعوام، إذا ما تم تجاهل المشكلة. وتعتبر الهواتف المحمولة أجهزة إرسال للترددات اللاسلكية التي تعمل بطاقة منخفضة، وتقوم بإنتاج إشعاع ميكروويف. وبالرغم من استمرار الجدل الدائر على مدار سنوات عديدة حول احتمالات الإصابة بالسرطان نتيجة لتلك الإشعاعات المنبعثة من المحمول، إلا أن نقص الأدلة القاطعة جعل القائمين على الصناعة يزعمون أن الهواتف آمنة وأدى إلى نبذ المتشككين باعتبارهم يذكون نيران المتوجسين. وفي كتاب جديد لها حول هذا الشأن، قالت د. دافيز إننا قللنا من التهديد القادم من إشعاعات الهواتف المحمولة لفترة طويلة جداً. ونقلت هنا عنها الصحيفة قولها :" هل من الممكن أن يتسبب انتشار استخدام الهواتف المحمولة في إحداث مجموعة من المشكلات الصحية الخفية والمزمنة، والإضرار بقدرتنا على إنجاب أطفال أصحاء، وخلق أخطار طويلة الأجل على أدمغتنا وأجسامنا ؟ وحقيقة أننا لا نملك إجابات شافية على هذا التساؤل في تلك المرحلة من تاريخ التكنولوجيا الإلكترونية ليس من قبيل الصدفة". وأكدت دافيز في تلك الجزئية على أن أدلة علمية حاسمة، بعضها موجود منذ عقود، قد تم تجاهلها – لاسيما تلك التي تشترك في البحوث التجريبية على الحيوانات والخلايا البشرية. وقد ضمت الأعمال البحثية الخاصة بدافيز بحوثاً داعمة من دراسات سبق أن أجريت في الولاياتالمتحدة، والسويد، واليونان، وفرنسا، وروسيا. فقد وجد على سبيل المثال طاقم من جامعة واشنطن أن الانبعاث الذي يصدر عن الهواتف المحمولة لمدة ساعتين فحسب، قد أدى لانقسام الحمض النووي الخاص بخلايا المخ لدى مجموعة من فئران التجارب، وهو ما يجعلها مشابهة للخلايا التي توجد في الأورام الخبيثة. لكن درجة دراماتيكية الأدلة تقل عند الإنسان، وإن كانت مُقلِقة بنفس الدرجة. كما وجدت دراسة روسية أن استخدام الهواتف المحمولة يتسبب في إضعاف الذاكرة ويُحدث غيرها من المشاكل المتعلقة بالتعلم. كما حذرت العام الماضي الهيئة الفنلندية للسلامة من النووي والإشعاع من أن الاستخدام المنتظم للهواتف المحمولة من الممكن أن يُضر بأدمغة الأطفال، وهو ما سبق أن حذرت منه دراسات بحثية سابقة في كل من المملكة المتحدة، وفرنسا، وإسرائيل. وبحسب ما أوردته دافيز في كتابها، فإنها ترى أن الأطفال ينمون حالياً في سيل غير مسبوق من إشارات التردد اللاسلكي. وقالت أيضاً إن الأطفال لا يجب أن يستخدموا المحمول إلا في حالات الطوارئ. ولفتت في السياق ذاته أيضاً إلى أن البحث الأكثر إزعاجاً في هذا الصدد، كان ذلك المتعلق بأن المحمول يُشكّل تهديداً على خصوبة الرجال. وقالت دافيز أيضاً إن اثنين من أبرز العلماء الذين يعملان لصالح شركات الهواتف المحمولة قد أخبراها بأنهم "قلقون بشدة" بشأن المخاطر الصحية. ويقول مُطَّلِعون إن مُصنّعي الهواتف يعملون الآن على تطوير نماذج أكثر أماناً. كما تبين أن العديد من الدراسات التي بحثت في مخاطر الإصابة بالسرطان نتيجة استخدام المحمولة لم تكن حاسمة