نظم سهرة أمس منتدى المثقفين والإعلاميين الجزائريين بسطيف الليلة الثانية الروحانية تحت شعار "في رحاب العلماء" برعاية والي ولاية سطيف حيث كان الموعد في قاعة الضيافة بفندق الهضاب سهرة أول أمس شخصية إسلامية جزائرية هي فضيلة الشيخ بوعمران شيخ رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، وقد تناول الشيخ سهرة أمس شخصية الأمير عبد القادر الجزائري وتطرق خصيصا إلى الجانب العلمي والأدبي والصوفي في شخصيته، فباعتباره أحد رموز المقاومة الجزائرية أكد الشيخ بوعمران على ثراء التراث الثقافي والديني الذي تركه الأمير، كما تطرق ضيف السهرة إلى تحليل فكر الأمير عبد القادر وكشف فلسفته العلمية المستوحاة من أساسا من تراث علماء الإسلام و الفلسفة الإسلامية خاصة تركيزه على العقل في مختلف كتاباته وإدراكه لغياب العقل الديني في حياة الغربيين وهو جوهر الاختلاف بين الثقافة الإسلامية الروحية والإيمانية والثقافة الغربية المرتكزة على المادة، وقد نبه الشيخ بالمناسبة إلى تفتح الأمير على مختلف المذاهب والنظريات وهو ما جعل توجهه ملتقى لمختلف التيارات والأفكار. وقد دعا الشيخ بوعمران في ختام كلامه إلى تدريس تراث الأمير في مختلف المعاهد الأكاديمية لتعميم الفائدة على الجميع ولترسيخ القيم والمبادئ الموجودة في تراثه الذي لقي اعتراف الغربيين. للتذكير فقد افتتح السهرة الأولى من هذا المنتدى الدكتور الشيخ نذير حمادو أستاذ علوم الشريعة بجامعة قسنطينة، في حين ستتناوب على منبر هذه السهرات العديد من الأسماء الدينية الجزائرية والعربية، وهو ما من شأنه المساهمة بقسط وفير في تلقين ثقافة الوسطية وزرعها في المجتمع الجزائري.