تتواصل بسطيف فعاليات التظاهرة الدينية الثقافية "في رحاب العلماء" التي يشرف عليها منتدى المثقفين والإعلاميين الجزائريين بمناسبة شهر رمضان الفضيل بحضور وجوه فكرية وثقافية ودينية بارزة على المستوى الوطني والتي تحتضنها قاعة الضيافة بفندق الهضاب وسط المدينة. حيث نشط سهرة أول أمس الأستاذ الدكتور عبد الله بوخلخال رئيس جامعة الأمير عبد القادر الإسلامية السهرة الثالثة تناول فيها مكانة العلم والعلماء في الإسلام وذلك من خلال العصور الإسلامية المتعاقبة وكذلك إبراز أهمية القرآن الكريم كمصدر من مصادر العلوم أن ذاك ما أدى إلى قيام الحضارة الإسلامية وإشعاعها حتى وصلت إلى أعلى درجات الرقي وهو ما جسده المسلمون في الأندلس، فالقرآن هو دين العلم والدليل هو أول أية نزلت والتي تحث على طلب العلم، وقد نبه الدكتور إلى أن المعتزلة وهي فرقة كلامية ظهرت في عهد المأمون فكرت في علم الذرة وهو ما يؤكد على مستوى الفكر الذي بلغه المسلمون في ذلك الوقت، إضافة إلى اهتمام العلماء الغربيين والمستشرقين في دراسة علوم القرآن وكذا الثقافة الإسلامية بشكل عام. كما تحدث ضيف المنتدى على واقع العلم والعلماء في الجزائر وأسباب تراجع الإنتاج العلمي مؤكدا على أن الجزائر استثمرت في كل شيء عدا الاستثمار في الإنسان الذي يعد العامل الأهم في ترقية الثقافة والفكر والحلقة الهامة في سلسلة التنمية، حيث كشف أن دولة مثل البرتغال مثلا يفوق إنتاجها العلمي ما تنتجه الدول العربية مجتمعة. كما أشار الأستاذ بوخلخال إلى أهمية الانفتاح على اللغات والثقافات الأخرى على غرار الثقافة الهندية والباكستانية والاندونيسية دون نسيان ثقافات أوربا الشرقية وروسيا وهذا لترجمة التراث الثقافي الإسلامي لهذه الثقافات، حيث كشف في هذا الصدد أن المعهد المكثف للغات بجامعة الأمير عبد القادر سيدرس لغات أجنبية أخرى مطلع هذا الموسم.