توقف وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، في مداخلته عند مناقب الشيخ البوعبدلي وآثاره، حيث اعتبر أنه من أهم رجالات الثقافة والفكر في الجزائر، نظرا لاجتهاداته في البحث عن المخطوطات والتحقيق فيها لاستخراج معلومات تاريخية مؤكدة عن الجزائر، بالاستعانة على القصص الشعبية والشعر الملحون بالإضافة إلى المخطوطات بدل الكتب المتوفرة لمستشرقين شوهوا بكتاباتهم التاريخ الجزائري، حسب تعبيره، ليؤكد على ضرورة اهتمام الجامعة الجزائرية بالمادة العلمية التي تركها الشيخ المهدي بدل اللجوء إلى كتب المستشرقين• ومن جهته، أشار رئيس المجلس الإسلامي، عبد الرحمن شيبان، إلى مكانة الشيخ البوعبدلي الفكرية في المجال الفقهي والتاريخي، مشيرا إلى عمل المجلس على جمع تراثه ونشره، داعيا إلى ضرورة جمع أعماله بشكل أوسع ونشرها خاصة وأنه اعتمد على مصادر جزائرية• وتطرق الأستاذ في مادة الاستشراق والسيرة بكلية الشريعة الإسلامية، محمد الحساني في مداخلته إلى الأسباب التي دفعت الشيخ البوعبدلي للتوجه إلى الدراسات التاريخية بدل الاستمرار في مجال دراسته للفقه، حيث قال إن ذلك يعود - حسبه - إلى غياب متخصصين جزائريين في هذا المجال• ومن جانبه أشار رئيس قسم مخبر المخطوطات بجامعة بن عكنون، الدكتور مختار حساني، إلى أهم الأعمال التي قام بها الشيخ البوعبدلي والتي تمثلت في جمعه للتراث التاريخي الجزائري من خلال المخطوطات النادرة التي تحصل عليها من أصحابها أو قام بنسخها، منوها في هذا السياق بدور الشيخ في الحفاظ عليها من التلف والضياع بوضعها في مكتبته الخاصة ب"بطيوة" بوهران، إضافة إلى عمله على التحقيق في كتابي "الثغر الجماني في ابتسام الثغر الوهراني" للكاتب أحمد بن محمد الغريسي وكتاب "دليل الحيران وأنيس السهران في أخبار مدينة وهران" اللذين تناولا موضوع دور وهران في الفتح الإسلامي• أما مدير المكتبة الوطنية، الدكتور أمين الزاوي، فقد اقترح في مداخلته على عائلة الشيخ البوعبدلي إرسال فريق مختص في تنظيم المكتبات وترميم المخطوطات توضع تحت تصرفه الأجهزة اللازمة قصد تنظيم مكتبته لفتحها فيما بعد أمام الدارسين والمؤرخين• وأشار الزاوي إلى أن المكتبة الوطنية ستنظم ملتقى كل شهر يحمل اسم "أيام وأعلام" يتناول في كل مرة علما من أعلام الجزائر• جدير بالذكر أن الشيخ البوعبدلي ولد عام 1907 في بطيوة بوهران، تعلم القرآن واللغة الفرنسية ثم درس في معهد "مازونة" للفقه لينتقل إلى تونس لمتابعة دراسته في جامع" الزيتونة" التي تحصل فيها على شهادة التطوع، وعاد بعدها إلى الجزائر واشتغل بالإمامة ثم الإفتاء وتخصص بعدها في التاريخ الجزائري، فقام بمجموعة من الدراسات وحضر عدة ملتقيات في الجزائر وخارجها، كما كتب مقالات في مجلة "الشهاب" و"الأصالة" إضافة إلى اهتمامه بالمخطوطات وقد توفي الشيخ عام 1992•