أحيت أمس ولاية المدية الذكرى السادسة والخمسين لاستشهاد الرّائد سي لخضر بحضور سعيد عبادو الأمين العام للمنظّمة الوطنية للمجاهدين ووالي المدية، إضافة إلى من بقي من رفاق الشهيد من الولايات الإدارية للولاية الرّابعة التاريخية والسلطات الولائية المدنية والعسكرية منها. في البداية ذكّر سعيد عبادو الحضور بخصال الشهيد أثناء الثورة التحريرية، منوّها بالدور الفعّال لكلّ الشهداء الذين قدّموا أنفسهم لأجل استقلال الجزائر التي قطعت أشواطا كبيرة في جانب كلّ المجالات التنموية. وفي الخامس من شهر مارس من كلّ سنة تستعيد الولاية التاريخية الرّابعة ذكرى استشهاد أحد رجالاتها البواسل وبطل من أبطالها الذين قدّموا النفس والنفيس من أجل أن تحيى الجزائر حرّة كريمة، إنه الرّائد البطل مقراني رابح المدعو سي لخضر، والذي سمّيت باسمه مدينة الأخضرية بالبويرة بعد الاستقلال. الشهيد سي لخضر من مواليد عام 1936 بقرية قرقور المجاهدة الواقعة على حافّة مدينة الأخضرية من الجهة الغربية، وبعد أن زاول تعليمه بالمدرسة الابتدائية في مسقط رأسه رفقة أخيه عيسى بعد وساطة من السيّد بوجناح كلّفته جبهة التحرير الوطني عند اندلاع الثورة التحريرية بتنظيم خلايا الثورة في منطقة الأخضرية وعين بسّام، وفي سنة 1955 أصبح أوّل قائد عسكري للمنطقة، حيث عمل رفقة الشهيد على خوجة على تكوين فرقة المجاهدين التي قامت بعدّة عمليات عسكرية ألحقت خلالها خسائر فادحة بصفوف العدو، على غرار كمين موزوبية بين تابلاط والعزيزية في أكتوبر 1956 كردّ فعل على اختطاف طائرة الزعماء الخمسة، إلى جانب شنّ معارك ضارية حقّقت عدّة انتصارات بكلّ من خميس الخشنة، البويرة، برج البحري، تابلاط وبني سليمان. ونظرا للمهارة التي كان يتمتّع بها سي لخضر، خاصّة في التخطيط الحربي تمّت ترقيته إلى رتبة نقيب ثمّ قائد للمنطقة الأولى بالولاية الرّابعة التاريخية إلى أن استشهد في الخامس مارس في جبل بولقرون سنة 1958 في معركة ضارية غير متكافئة بين قوات جيش التحرير الوطني وجيوش العدو التي فاق تعدادها ال 7000 عسكري من مختلف التخصّصات، حسب وثيقة سرّية للعدو.