وما هو مصيرها؟ سؤال ما زال يحيّر السلطات الماليزية وعددا من الدول التي كان عدد من مواطنيها على متن تلك الرّحلة المشؤومة. هل تعرّضت الطائرة لعطل مفاجىء أدّى إلى سقوطها في مكان ما؟ هل تعرّضت لعمل إرهابي أدّى ألى سقوطها وتبخّرت كلّ أجزائها؟ هل اختطفت الطائرة وحطّت في مكان ما؟ لا جواب محدّد على هذه الأسئلة بعد أربعة أيّام من البحث والمسح الجوّي البحري لمساحة كبيرة تمتدّ من الجزء الشرقي لماليزيا والطرف الجنوبي من الفيتنام، وهي مسافة تصل إلى نحو 27 ألف كيلو متر مربّع وتشمل أجزاء من خليج تايلاند وبحر الصين الجنوبي. قال مدير الطيران المدني الماليزي أزهر الدين عبد الرحمن في مؤتمر صحفي في كوالالمبور: (للأسف، لم نعثر على أيّ شيء يمكن أن يكون مصدره الطائرة، ناهيك عن الطائرة نفسها)، مضيفا: (الأمر مثير للدهشة) ولم يستبعد فرضية الاختطاف موضّحا أنه يجري التحقيق في جميع الاحتمالات للوقوف على السبب وراء فقدان الطائرة التي كانت متّجهة من كوالالمبور إلى بكين. ولم ترسل الطائرة المفقودة أيّ إشارة استغاثة، وهو ما يقول خبراء إنه يشير إلى حدوث عطل مفاجئ أو انفجار، لكن سلاح الجو الماليزي ذكر أن أجهزة رادار أظهرت أن الطائرة استدارت عائدة من طريقها الأصلي قبل اختفائها. وأعلنت السلطات الماليزية أن الراكبيْن اللذين استخدما جوازي سفر مسروقين لركوب الطائرة ملامحهما غير آسيوية. وحتى الساعة فشلت سفن البحرية لستّ دول وعشرات من الطائرات الحربية بحثت بأجهزة رادار تعمل بتكنولوجيا تستطيع رصد كرة قدم من على بعد مئات الأقدام في الجو في العثور على أثر لطائرة (البوينغ 777). وأصاب هذا الأمر البحّارة وأطقم الطائرات بالإحباط، وبعد تقرير عن رؤية ذيل الطائرة تبيّن أن ما عثر عليه هو بضع جذوع شجر مربوطة جنبا إلى جنب. ويوم الاثنين الماضي رصدت طائرة فيتنامية ما يعتقد أنه طوف إنقاذ أصفر خاص بالطائرات يطفو في البحر، والتقطت طائرة هليكوبتر وأسرعت للتحقيق بالأمر فتبيّن أنه غطاء بكرة كابل مغطّى بالطحالب من البحر. وتجري عمليات البحث في محيط 50 ميلا بحريا انطلاقا من آخر نقطة اتّصال بالطائرة مع رادار وسط الطريق بين الساحل الشرقي لماليزيا والطرف الجنوبي من الفيتنام، وهي مسافة تصل إلى نحو 27 ألف كيلو متر مربّع تشمل أجزاء من خليج تايلاند وبحر الصين الجنوبي. ولم يتأكّد رصد أيّ حطام أو أجزاء لطائرة منذ اختفاء الطائرة (أماتش 370) من على شاشات الرادار في وقت مبكّر من صباح السبت بعد نحو ساعة من إقلاعها في رحلة من كوالالمبور إلى بكين. وقد نشرت الصين عشرة من أقمارها الاصطناعية على أمل التوصّل إلى تحديد مكان طائرة. وقالت صحيفة (الجيش الشعبي لتحرير الصين) إن الأقمار الاصطناعية الصينية المتطوّرة جدّا، والتي يتمّ الإشراف عليها من قاعدة كسيان بشمال البلاد سوف تستعمل للمساعدة على الملاحة ومراقبة الأحوال الجوّية والاتّصالات ومسائل أخرى في عمليات البحث. وقالت الصحيفة في مقال نشر أيضا على موقع وزارة الدفاع على الأنترنت إن الأقمار الصناعية ستستخدم قدرات تصوير للأرض عالية الجودة والتصوير بالضوء المرئي وتقنيات أخرى (للدعم والمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ للطائرة التابعة للخطوط الماليزية). وحثّت الصينماليزيا على الإسراع في البحث عن الطائرة، إذ أن ثلث المسافرين البالغ عددهم 227 وطاقم الطائرة المؤلف من 12 فردا الذين يعتقد أنهم ماتوا من الصينيين. وستقوّي الصين أيضا من قدرات مراقبة القمر الصناعي الذي يعمل بنظام بيدو للملاحة (لتوفير خدمة ملاحة يعتمد عليها لعمليات الإنقاذ ودعم الاتّصال). كما تشارك فرق من تسع دول في عمليات البحث هي الصين، ماليزيا، الولايات المتّحدة، سنغافورة، الفيتنام، زينلندا الجديدة، إندونيسيا، أسترالياوتايلاند.