تظاهر أردنيون مساء الاثنين أمام مقرّ سفارة الكيان الصهيوني في عمان احتجاجا على استشهاد القاضي الفلسطيني رائد زعتير الذي يحمل الجنسية الأردنية برصاص قوات الاحتلال على معبر الكرامة صباحا. طالب المتظاهرون بإغلاق السفارة وإلغاء معاهدة التسوية بين الأردن وسلطات الاحتلال والإفراج عن الجندي المسرح أحمد الدقامسة ردّا على هذا الجريمة، كما طالبوا بطرد السفير الصهيوني من عمّان. وأفادت مصادر صحفية أردنية بأن المشاركين قاموا بإحراق علم الكيان الغاصب مردّدين هتافات منها (الرابية بدها تطهير من السفارة والسفير)، وهتفوا (لا سفارة صهيونية على الأرض الأردنية) و(تسقط تسقط وادي عربة)، في إشارة إلى معاهدة السلام مع إسرائيل و(يا شهيد ارتاح ارتاح نحن نواصل الدفاع) و(شيلو العسكر عن الحدود)، وقالوا: (وين الحكومة الأردنية وين الكرامة الوطنية؟) و(يا وزير الخارجية هذه الإرادة الشعبية) و(يا عبد اللّه يا ابن حسين افتحلنا الجسرين). ورفع المتظاهرون أعلاما أردنية ولافتات كتب عليها (طرد السفير واجب وطني) و(الحرّية للدقامسة). وبدورها، عزّزت قوات الأمن الأردنية من تواجدها في محيط السفارة. وقامت قوات الدرك بتفريق المتظاهرين بالهراوات ومنعتهم من الاقتراب من السفارة الصهيونية. يذكر أنه كان قد استشهد القاضي الأردني صباح الاثنين برصاص قوات الاحتلال على معبر (اللنبي) الذي يصل بين الضفّة الغربية المحتلّة والأردن. وزعمت قوات الاحتلال الصهيوني أنه تمّ إطلاق النار على الرجل بينما كان يحاول انتزاع سلاح من أحد جنودها. وقال بيان صادر عن جيش الاحتلال: (حاول فلسطيني انتزاع سلاح جندي عند معبر اللنبي من الأردن، وردّت القوات الموجودة في المكان بفتح النار على المشتبه فيه وتمّت إصابته). من جهتها، أكّدت مصادر أمنية فلسطينية أن الشهيد هو رائد زعيتر (38 عاما) من مدينة نابلس شمال الضفّة الغربية. وقال نظمي مهنا مدير عام المعابر في السلطة الفلسطينية: (نحن في إطار التحقيق مع كافّة شهود العيان الذين كانوا على متن الحافلة ونرفض أيّ رواية تقال لنا). وحسب مهنا فإنه (ليس هناك أيّ نوع من كاميرات المراقبة، لهذا لا يمكن الوصول إلى الحقيقة إلاّ من خلال شهود العيان الذين كانوا مع الشهيد على الحافلة وعددهم نحو خمسين شخصا). وأكّد مصدر أمني أردني أن زعيتر قاض أردني غادر الاثنين بشكل اعتيادي إلى الضفّة الغربية، بينما أشار مصدر آخر في وزارة العدل الأردنية إلى أن زعيتر هو قاض في محكمة صلح عمان ولم يتوجّه إلى عمله. إلى ذلك، طالبت الحكومة الأردنية سلطات الاحتلال ب (التحقيق الفوري ودون تأخير) في ظروف استشهاد زعيتر. وذكر بيان لوزارة الخارجية الأردنية أن (وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة استدعى ظهر اليوم (الاثنين) القائم بأعمال سفارة الكيان في عمان، وأبدى استنكار الحكومة الاردنية ورفضها الشديدين لحادث إطلاق النار على القاضي الأردني واعتبر الحادث أمرا مرفوضا). وندّدت حكومة السلطة الفلسطينية في بيان ب (إطلاق النار بشكل مباشر من مسافة قريبة جدّا على القاضي علاء الدين زعيتر من مدينة نابلس، والذي يحمل الجنسية الأردنية ويعمل في القضاء الأردني، الأمر الذي أدّى إلى استشهاده على الفور عند نقطة التفتيش على معبر الكرامة الخاضع للسيطرة الإسرائيلية أثناء قدومه من المملكة الأردنية الهاشمية). وأضاف البيان أن الحكومة تعتبر استشهاد زعيتر (استمرارا في مسلسل الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني)، مطالبة (بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في الحادث). ويقع المعبر المشار إليه على بعد 50 كيلومترا غرب عمان بالقرب من مدينة أريحا الفلسطينية ويعرف أيضا باسم جسر الملك حسين. وكانت قوات الاحتلال أقدمت على إغلاق المعبر بعد الحادث قبل أن تعيد فتحه في وقت لاحق.