على الرغم من تحديد الدولة لسعر الخبز ب7.5 دينار جزائري، اجمع كل الخبازين على بيعه ب8.5 دج حجتهم في ذلك انه خبز غير عادي وذو نكهة خاصة، ولو توقف الأمر عند هذا الحد لاحتمل تقبله نوعا ما، وإنما هناك خبازون رفعوا سعره إلى 10 دنانير، ويدّعون في ذلك انه "خبز من نوع خاص"، والملاحظ انه لا فرق بينه وبين الخبز الطويل العادي الشيء الذي حيَّر جل المستهلكين لاسيما وان الأسعار باتت تفرض عليهم بطريقة عشوائية من طرف الخبازين وكأنهم قصدوا بذلك الزيادة في سعر المادة الاستهلاكية الأولى في الجزائر بمحض إرادتهم بعد النزاع القائم بينهم وبين السلطات الوصية حول رفع سعر الخبز التي اختارت الدولة دعم مواده الأساسية بدل إثقال كاهل المواطنين بالزيادة في أسعاره، إلا أنهم اصطدموا ببعض المخابز وهي تفرض عليهم سعر 10 دنانير، حجتهم في ذلك انه "خبز خاص" أو كما يطلقون عليه خبز "سبيسيال" والجميع يبصم انه لا فرق بينه وبين الخبز الطويل العادي وان الخبازين تعمدوا ذلك بهدف تحقيق أرباح على حساب المواطنين. وتجدر الإشارة إلى أن هناك فوضى حاصلة في تحديد سعر تلك المادة الأكثر استهلاكا في الجزائر بحيث ينخفض سعرها إلى 8.5 دينار على خلاف ما حددته الدولة عموما - 7.5د ينار- ليرتفع إلى 10 دنانير هذا بالنسبة للخبز العادي، أو كما يشيع لدى الخبازين بالخاص، ولا ندري من أين اكتسب تلك الخصوصية التي تراها فئاتهم فقط دون غيرهم؟ أما الأنواع الأخرى المتعددة الأشكال فحدث ولا حرج على غرار الدائرية والزهرية الشكل بحيث ترتفع إلى غاية 30 ديناراً فأين هو السعر الحقيقي التي فرضته الدولة على الخبازين من كل هذا؟ في هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين الذين أبانوا غيظهم من تلك الأسعار التي باتت تفرض عليهم فرضا من طرف هؤلاء الانتهازيين دون أدنى اعتبار للأحكام والقوانين التي تحكم مثل تلك النشاطات، وما زاد من بلة الطين هو انعدام الرقابة بدليل الغش الحاصل حتى في وزن الخبزة الواحدة بحيث يلجأ بعض الخبازين إلى الغش وعوض استعمال عجينة تزن 250 غ، لا يتردد الكثيرون في استخدام 180غ ذلك ما يظهر جليا للعيان بمجرد حمل خبزة واحدة تلك التي لا تحقق الشبع لفرد واحد فما بالنا عائلة بأكملها التي تلجأ إلى جلب كميات إضافية من الأرغفة. تقول السيدة رشيدة أنها تحتار لأمر بعض المخابز التي تفرض سعر 10 دنانير، ذلك السعر الذي نتصادف به على مستوى المحلات غير المختصة في بيع الخبز إلا انه مؤخرا صارت حتى المخابز تفرض ذلك السعر، وتموه الزبون انه خبز غير عادي وينفرد بخصائص مغايرة، وعند البحث عن الخبز العادي لا يتوانى الخباز عن إخبارك انه غير متوفر مما يؤكد أن الخبز العادي أصبح "خبزا خاصا" لدى هؤلاء، وتلك الحجة الواهية التي لجأ إليها بعض الخبازين انتهجت لفرض سعر 10 دنانير لا أكثر ولا اقل، فهل طال الجشع حتى تلك المادة الضرورية بعد أن دخلت في خانة التلاعب بالأسعار؟