من صفَّا صُفي له، ومن كَدر كُدَّر عليه.. كان ملكاً متوجاً يُشار له بالبنان، إذا تكلم يُنصت له وإذا أمر يُطاع، يُرجى فيه الأمل والخير لحماية الأمة من كيد أعدائها.. لكنه خسيس خبيث النفس حقود، من أجل كابوس يقيد الحركات، يشل الأركان، يكتم الأصوات، يحبس الحريات، يسفك الدماء، يستبيح الحرمات، يُقرب الفجار، يساند الفساد، يوالي الأعداء، يضعف البلاد، يرهب العباد.. هائم على وجهه خلف السراب والأوهام، هان على الله فأهانه الله، فيأبى إلا أن تلاحقه اللعنات في كل البقاع، ومن كل الأجناس وبكل اللغات.. فأظهر الله خبيئته وفضح سريرته، وهتك ستره، وصار مضرب الأمثال في الخسة والخيانة، وكما أنه لا يجتنى من الشوك العنب كذلك لا ينزل الفجار منازل الأبرار، فاسلكوا أي طريق شئتم، فأي طريق سلكتم وردتم على أهله.. من أراد أن يعلم ما له عند الله فلينظر ما لله عنده، والأيام دول يوم لك ويوم عليك، فمن كان ظالماً ويظن أن هذا هو يومه! فلينتظر اليوم الذي يكون عليه، ومن كان مظلوماً فليرتقب يوم نصره، فالقوي لن يظل مدى الحياة قوياً، والضعيف لن يظل مدى الحياة ضعيفاً، والغاصب لن يظل مدى الحياة غاصباً، ومن صحت بدايته صحت نهايته، وتلك الأيام نداولها بين الناس، فالجزاء من جنس العمل، ومصيرك من نسج يديك، وكما تدين تدان جزاءً وفاقا. * موقع طريق الإسلام