من الصعب جدّا تنقية المحيط الكروي الجزائري من (الجراثيم) التي عاثت فساد في الكرة الجزائرية، لكن من الضروري إيجاد الحلول المتاحة لبلوغ الاحترافية التي تتماشى ودفتر شروط الاحتراف، خاصّة وأن كلّ الظروف متاحة من الناحية المالية لجعل الفرق المعنية أمام أمر الاعتراف بعدم مواكبة وتيرة الاحتراف بأتمّ معنى الكلمة وليس بقوة الورق، لأنه مهما قيل عن سلبيات الهيئة المسيّرة للكرة الجزائرية فإن الإشكال المطروح يكمن بالدرجة الأولى في استحالة إبعاد الرؤساء الفرق الذين لا يريدون منح المشعل لشريحة الشباب لتحمّل مسؤولية مناقشة المشاكل التي زادت من تأزّم وضعية (الجلد المنفوخ) في الجزائر. من الطبيعي أن يطالب رؤساء الفرق التي تتغنّى بالاحترافية بالمزيد من الأموال، لكن من الواجب وضع المعنيين أمام أمر المحاسبة من أجل بلوغ الاحترافية تماشيا والأموال الطائلة التي سخّرتها الدولة الجزائرية في سبيل تفعيل الرياضة عامّة وكرة القدم خاصّة، لأن بقاء الأمور على حالها يعني المساهمة بطريقة غير مباشرة في تلويث المحيط الكروي باستعمال ورقة تأهّل المنتخب الوطني إلى مونديال البرازيل من أجل التهرّب من الحقيقة المُرّة. الحديث عن مهازل الكرة الجزائية قد يطول، لكن حان الوقت لوضع المعنيين أمام أمر تطبيق القانون المعمول به لتنقية الأطراف التي ما تزال تساهم في انحطاط مستوى الكرة الجزائرية بطريقة مدروسة قصد بلوغ مآربها الذاتية في الوقت الذي بات فيه من الضروري الاستثمار في الطاقة الهائلة التي تتمتّع بها الجزائر من كافّة الجوانب لبلوغ الاحترافية وليس الانحرافية.